احتفاء بالموروث الحضاري للمغرب، وذخائره المعمارية، يفتتح يوم الجمعة 9 شتنبر 2016 بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، متحف دائم للهندسة المعمارية. ويعتبر المتحف فضاء بيداغوجيا للأجيال الصاعدة من أبنائنا للاطلاع على معالم العمران الذي شيده الآباء والأجداد، بالإضافة إلى إمكانية انفتاحه على السياح في مراحل لاحقة لتقديم عرض ثقافي جديد لزوار المغرب. وتتوزع فضاءات المتحف حول أربعة حقب تاريخية هي: الحقبة القديمة، بمدنها وآثارها الرومانية مثل: وليلي، بناصا، شالة، ليكسوس، طنجيس، تامودا؛ الحقبة الوسيطة، والتي تشتمل على الآثار الإسلامية وفيها توطنت الحضارة وشُيّدت أغلب المدن الحالية والقصور والقصبات التي تزخر بروائع الفن المعماري المغربي، وخلقت تميز النمط المغربي في العمارة. هذا النمط الذي امتزجت فيه العناصر الأمازيغية بالتأثيرات العربية والمكونات الأندلسية، لتعطينا مدرسة متميزة في الأسلوب، ونموذجاً متفرداً في العمارة أصبح شاهداً على العبقرية المغربية، ومنارة ترمز إلى الحضارة المغربية. الحقبة الحديثة، وتمثل النمط المعماري الأوربي الذي عرفته بلادنا مع بداية القرن العشرين، ولا يشكل قطيعة مع النمط المغربي، لأنه ومن حسن الحظ أن المهندسين الأوربيين استلهموا النمط المغربي بأشكاله وتفاصيله وروحه المعمارية ليمزجوها بما وصلت إليه فنون العمارة الأوربية. وأخيراً الحقبة المعاصرة، والتي تشكل انبعاث العمارة المغربية بأيدي مهندسين معماريين مغاربة منهم من تلقى تعليمه في المدارس العليا الأجنبية ومنهم من تخرج في المدرسة الوطنية التي تحتضن نواة هذا المتحف. وتشتمل نواةُ متحف الهندسة المعمارية على مجموعات فنية منها 14 مجسماً تُمثل قصبات وقصور واحات الجنوب وأجزاء من المدن العتيقة. كما يضم 183 صورة فنية تعكس غنى الموروث المعماري ببلادنا، و14 جِداريّة تُخلد أسماء المهندسين المعماريين الذين تركوا بصماتهم على العمارة المغربية الحديثة، بالإضافة إلى 80 مؤلفاً من النوادر في مجال العمارة المغربية، وأزيد من 20 آلة تصوير و8 مكابس لضغط الآجر.