قال "خافيي غالفان غويغو" الباحث المتخصص في التراث والمنسق العام لمعهد ( سيربانتس ) بفاس إن العمارة الإسلامية في إسبانيا هي عبارة عن متحف مفتوح على السماء كما أن طابعها المميز يعكس العبقرية العربية وثراءها في مجال فن البناء والتشييد . وحاول الباحث الإسباني خلال ندوة فكرية نظمها معهد ( سيربانتس ) بفاس نهاية الأسبوع الماضي حول موضوع " الهندسة المعمارية الإسلامية بإسبانيا " استكشاف وعرض الأبعاد الاجتماعية والثقافية لفن العمارة العربية والإسلامية خاصة بمنطقة الأندلس التي تختزن العديد من المواقع والمآثر التاريخية العريقة التي تعكس غنى وتنوع الموروث الحضاري الذي خلفه المسلمون بالمنطقة . وقال إن الزائر لهذه المعالم الحضارية يأسره سحر المكان الذي يضم موروثا غنيا لا يقدر بثمن يعكس عبقرية الهندسة المعمارية الإسلامية، مشيرا إلى ان إسبانيا القرون الوسطى كانت مختلفة بشكل كبير عن باقي البلدان الأوربية لاحتضانها تراثا معماريا وثقافيا باذخا يعكس تلاقح الثقافات والتأثيرات المتبادلة ما بين التقاليد الإسلامية والأخرى المسيحية في مجال فن العمارة والبناء . وحسب كالفان غويغو، فإن البنائين كانوا يعمدون إلى تشييد معالم وفضاءات تاريخية وتراثية متأثرين بفن العمارة الإغريقي الذي طوره الأوربيون، مضيفا أن عبقرية المهندسين العرب تتمثل في مجموعة من المعالم والمآثر التاريخية التي عكست رقي الذوق الفني للمهندس العربي وتشبعه بالعديد من التقاليد المعمارية العريقة التي كانت سائدة خلال تلك المرحلة . وأكد أن الذوق الفني في مجال فن العمارة عرف تحولات عميقة خلال عهدي المرابطين والموحدين وذلك بعد أن بدأ تكوين المهندسين في المدارس مما أغناهم عن زيارة المعالم التاريخية القديمة والبيزنطية من اجل البحث عن الخطوط وعن الأفكار الفنية والهندسية لتشييد إبداعاتهم، مضيفا أنهم تمكنوا بعد ذلك من خلق نموذجهم الخاص بهم الذي أضحى نموذجا يحتذى في فن العمارة تحت اسم الفن الموريسكي. وشكل هذا اللقاء الذي حضره العديد من المثقفين والباحثين والمهتمين بفن العمارة الإسلامية وتجديداتها بإسبانيا مناسبة لاستعراض أهم المدارس المعمارية التي كانت سائدة خلال تلك المرحلة التاريخية والتي عرفت تحولات جذرية مع توالي الأمراء والخلفاء على الحكم بالعديد من المماليك والدويلات مع التركيز على استعراض الخصائص الفنية لفن العمارة الإسلامية الذي يمثله البناؤون والمهندسون خلال كل حقبة من هذه الحقب.