ذكرت مصادر عسكرية بريطانية أن معنويات الجيش البريطاني بالعراق في أدنى مستوياتها منذ اجتياحه عام .2003 وقد ازدادت هذه المعنويات تدهورا بعد تصريحات بريطانية متتالية بأن الخروج من العراق لن يكون في الغد القريب، وشعور متزايد لدى الجنود البريطانيين بأن النزاع أصبح مفتوحا ولا توجد هناك إستراتيجية لنهايته. وتوالت في الأيام الأخيرة أحداث تؤشر كلها على حالة الضغط النفسي التي تسيطر على أفراد القوات البريطانية بالعراق والمقدر عددهم بثمانية آلاف وخمسمائة على أساس أن كل واحد منهم يخدم فترة ستة أشهر. فقد وجد النقيب كن ماسترز أحد محققي الشرطة العسكرية مخنوقا بإحدى ثكنات البصرة، في حادث اعتبر انتحارا وقع تحت الضغط الذي كان يعانيه لاضطراره إلى التحقيق مع زملائه المتهمين بارتكاب تجاوزات بحق السجناء العراقيين. كما أن الجندي تروي صموئيلز الذي تحول إلى بطل حرب ومنح الصليب العسكري قبل سبعة أشهر لشجاعته التي أبداها عند وقوعه بأحد الكمائن، قرر مغادرة الجيش بدل العودة في مهمة أخرى إلى العراق. وقال صموئيل لإندبندنت إنه لا يستطيع العودة إلى العراق كان الأمر سيكون مختلفا لو أرسلت إلى مكان آخر مثل أفغانستان، لكن ليس العراق، في الوقت الحالي.. فالضغط الذي يتعرض له الزملاء هناك ضخم. وقد أظهر سجل الأحداث اليومية لفوج صموئيل أن جنوده تعرضوا ل 109 هجمات في يوم واحد. وأكثر من ذلك فإن ضابط القوات الجوية مالكوم كاندل سميث فضل السجن على الخدمة في العراق، ليكون أول من يواجه محكمة عسكرية لرفضه مشروعية الحرب. ويقول العميد توبي أليوت مدير مركز متخصص بمعالجة الآثار النفسية للعمليات القتالية إن العديد من الجنود يغادرون الجيش مبكرا، أملا في تخفيف الآثار النفسية والذكريات والكوابيس وعقدة الذنب. وشبه أليوت الخدمة في العراق بأيرلندا الشمالية في أسوأ لحظات النزاع فيها عندما كان الجنود معرضين لهجمات السيارات المفخخة.