ستعلن هيأة الانصاف والمصالحة عن اللائحة الثانية تضم عشرات من المتوفين ضحايا الاختفاء القسري خلال مايسمى ب سنوات الجمر، ومن المحتمل أن تضم اللائحة الثانية من توفي من ضحايا الاختفاء القسري بمعتقلات شمال وشرق المغرب. يأتي هذا في ظل تجدد الأسئلة التي تطرح بخصوص منهجية عمل فريق التحريات بالهيأة ومدى دقة النتائج المتوصل إليها، سيما في غياب الاستناد على الوسائل العلمية المتعلقة بالحامض النووي لتحديد هوية الرفات. من جهة أخرى، طالبت جمعية آباء وأصدقاء المختفين بالمغرب، ويوجد مقرها بباريس، من هيأة الانصاف والمصالحة إخبار عائلة المختطف الحسين المانوزي بنتائج تحرياتها في هذه القضية بشكل تدريجي، واعتبرت الجمعية في جانب آخر أن الكشف عن أسماء عشرات مجهولي المصير يجب أن يشكل بداية للكشف عن كل المختطفين الأحياء، وتسليم رفات المتوفين منهم لذويهم، مع تمكين العائلات من معرفة حقيقة وظروف الوفات. يشار إلى أن هيأة الإنصاف والمصالحة أعلنت سابقاً عن اكتشاف مقابر جماعية تضم رفات خمسين شخصاً، وذكرت أن نتائجها الأولية جاءت بعد شهور من التحريات في موضوع مصير الضحايا المتوفين داخل مراكز الاحتجاز غير القانونية، إذ تمكنت هيئة الإنصاف والمصالحة من تحديد المدافن التي دُفن بها من توفي منهم بمعتقلات تاكونيت وأكدز وقلعة مكونة، ممن تعرضوا للاختفاء القسري خلال سنوات السبعينات، والثمانينات، وبداية التسعينات من القرن الماضي، ويبلغ عددهم كلائحة أولية خمسين شخصاً. وذكرت الهيأة من حيث منهجية العمل أنها تمكنت من تحديد هوية الرفات، وتواريخ الوفاة، وأماكن الدفن بهذه المناطق، بناء على اطلاعها على المعطيات المقدمة لها من لدن السلطات المركزية، والوثائق المتوفرة لدى السلطات الإقليمية، واستماعها للشهادات التي تقدم بها أمامها موظفون سابقون عاينوا ظروف الوفاة والدفن.