أعلنت المفوضية الأوروبية أخيرا مجموعة إجراءات للحيلولة دون تفشي إنفلونزا الطيور، وطلبت من الحكومات الأوروبية تحديد المناطق الأكثر تعرضا لخطر تفشي المرض. جاء ذلك في ختام اجتماع لخبراء الصحة والطب البيطري بالاتحاد الأوروبي في بروكسل، عقب التأكد من أن أخطر أنواع فيروس إنفلونزا الطيور وصلت غرب تركيا وأصبحت على مشارف أوروبا. وقالت المفوضية الأوروبية في بيانها إن مزارع تربية الدواجن في أوروبا ربما يتعين عليها إبقاء الطيور داخل عنابر التربية في المناطق التي يزيد فيها خطر تفشي المرض، مثل القريبة من المستنقعات، والفصل بين الطيور الداجنة والبرية المهاجرة التي تحمل عادة فيروس المرض. وتقرر أن يزور فريق خبراء أوروبي تركيا وبلغاريا ورومانيا خلال الأيام القادمة. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن وصول الفيروس إلى مشارف أوروبا يزيد احتمال انتقاله إلى البشر، مما يتطلب تحركا دوليا لمواجهته. وتهافت الأوروبيون على شراء الأقنعة الواقية والأدوية واللقاحات الواقية من الإنفلونزا، خاصة عقار تاميفلو. وتستعد صناعة تربية الدواجن في أوروبا، التي يبلغ حجمها مليارات اليورو للتعرض لخسائر فادحة، إذا تفشى الفيروس، حيث ستصاب أسواق التصدير بالركود ويتقلص الطلب المحلي. وتأكدت إصابة عدد من الدواجن بالفيروس في تركيا، التي أعلنت حالة الطوارئ، وقررت منع صيد الطيور حتى إشعار آخر. وأفرجت السلطات الحجر الصحي في تورغتلو غربي تركيا عن تسعة أشخاص كانت أبقتهم منذ يومين تحت الرقابة بعدما تبين لها خلوهم من أية أعراض للمرض. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة التركية القضاء على المرض، مشيرا إلى أنه تم حصره في بلدة كيزيكسا شمالي غربي البلاد. ولكن الحجر الصحي سيستمر لمدة ثلاثة أسابيع بحسب معايير الاتحاد الأوروبي. وباشرت السلطات ذبح نحو تسعة آلاف طير من جميع الأنواع بينما يجري تعقيم مكان انتشار المرض. وفي رومانيا اكتشفت السلطات حالة جديد في موقع قرب المنطقة التي اكتشفت فيها الإصابة الأولى في البلاد قبل أربعة أيام. وقد أرسلت عينات إلى مختبرات في بريطانيا للتأكد من أن الفيروس الذي ظهر في رومانيا من النوع نفسه الذي تم كشفه في تركيا. ويعتقد الخبراء أن الاحتمال الرئيس لانتشار المرض بين الآدميين ما يزال يتركز في آسيا، حيث أدت إنفلونزا الطيور إلى وفاة 65 مريضا منذ عام .2003 وقال رئيس الوزراء التايلندي، تاكسين شيناواترا، إن بلاده، التي توفي فيها 12 شخصا بسبب المرض، يمكن أن تصبح مركزا إقليميا للقاح الواقي، بحيث لا تحتاج كل دولة في المنطقة إلى تكوين مخزونها الخاص. أما وزير الصحة الأمريكي، مايك ليفيت الذي يقوم حاليا بجولة في جنوب شرق آسيا فقد أكد ضرورة وقف انتشار الفيروس بين الطيور لمنع انتقاله للبشر، وبدأت جمعيات حماية المستهلك في الولاياتالمتحدة حملة تطالب الإدارة الأمريكية بالسماح باستيراد عقارات الإنفلونزا مثل تاميفلو، تحسبا لظهور المرض. إلا أن علماء أمريكيين أعلنوا اقترابهم من إنتائج لقاح أكثر فعالية ضد إنفلونزا الطيور يعمل بشكل أسرع ويستمر مدة أطول.