نقلت صحيفة (لوموند) الفرنسية ليوم الأحد16 أكتوبر عن الجغرافي الجزائري علي بنسعد الباحث بمعهد الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي بايكس اون بروفانس, تأكيده أن الجزائر تتخلص, بعيدا عن عدسات الكاميرات, من المهاجرين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء عبر الإلقاء بهم في "أراض خلاء". وذكرت الصحيفة نقلا عن الجغرافي الجزائري الذي ينشر مقالا في هذا الصدد بمجلة (المغرب العربي- المشرق) في عددها الذي سيصدر خلال الأيام أن ما بين300 إلى600 شخص قد يكونوا رحلوا بواسطة شاحنات ليتم التخلي عنهم عند الحدود الجزائرية المالية ب"أراضي خلاء", وذلك بوتيرة مرة أو مرتين في الأسبوع وذلك خلال الفترة الفاصلة بين دجنبر2004 ويناير2005 . وأعربت الصحيفة عن أسفها لكون هذه العمليات تتم "بعيدا عن الأسلاك الشائكة وعن عدسات الكاميرات وبعيدا عن سبتة ومليلية...". وتساءلت "لوموند" "هل يخلف هذا الواقع شعورا بالصدمة أو يدعو إلى الاندهاش", قبل أن تنقل عن الجامعي محمد الخشاني دكتور في الاقتصاد ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة قوله إنه "على غرار الغرقى بمضيق جبل طارق والمآسي, فإن الأسلاك الشائكة لسبتة ومليلية هي مرآة مكبرة, تمزج بين الواقع المرير الذي يعيشه الأفارقة بحثا عن حياة أفضل من جهة وأوهام قارة أوروببة مسيجة من جهة أخرى". وذكرت "لوموند" استنادا إلى أرقام وزارة الداخلية المغربية بأنه تم سنة2003 توقيف23 ألف و851 مهاجرا من جنوب الصحراء, مقابل12 ألف و400 مغربيا. وأوضحت أن أكبر عدد من المهاجرين الذين تم توقيفهم ينحدرون من مالي ونيجيريا وغينيا وسيراليون, مضيفة أن السنتين المواليتين لم تكذب هذا المنحى, حيث أن الأفارقة وخاصة المنحدرين من غرب القارة, أصبحوا أكثر عددا من المهاجرين من دول المغرب العربي الذين يحاولون بطرق خطيرة وغير شرعية العبور إلى أوروبا. وحسب الصحيفة فإن فعالية أساليب المراقبة التي تم وضعها جنوبإسبانيا وتشديد المراقبة بالحدود الأوروبية يوضح أن بلدان المغرب العربي تسير في اتجاه أن تصبح محطات توقف دائمة بالنسبة للمهاجرين من دول جنوب الصحراء. وتسآلت "لوموند" عما "إذا كان مصرع الاشخاص الأحد عشر بسبتة ومليلية سيساهم في تغيير هذا الوضع", في حين أن "مسؤولية هذه المآسي تقع في المقام الأول على عاتق الاتحاد الأوروبي الذي يطالب المغرب, باعتباره فضاء للعبور, القيام بعمل قدر وإرغامه على قبول ترحيل المهاجرين" حسب السيد خشاني. ومن جهته أكد الباحث مهدي لحلو بالمعهد الوطني للاحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط أن "سياسة تدويل تدبير تدفقات المهاجرين التي ينهجها الاتحاد الأوروبي ليس لها إلا هدف واحد لا يكمن فقط في إقامة ملاجئ بالمغرب وكذا بمجموع الدول المغاربية ولكن مراكز حقيقية للاحتجاز".