حذّرت دراسة بريطانية حديثة، من أن أدمغة البشر تتقلص بشكل طبيعي مع التقدم في السن، لكن السمنة قد تعجل بظهور وتطور شيخوخة الدماغ أكثر من المعتاد بحوالي 10 أعوام. وأوضح الباحثون بجامعة كامبردج، أن أدمغة البدناء تفقد بنيتها الأساسية بصور أسرع، ونشروا نتائج دراستهم يوم الخميس 4 غشت 2016 في دورية "على الأعصاب". الباحثون أضافوا أن البدناء يفقدون المادة البيضاء بصورة أكبر من المعتاد، وهي مجموعة من الأنسجة التي تربط مناطق الدماغ، ووظيفتها نقل المعلومات بين مناطق الدماغ وباقي أعضاء الجسم، وتملأ ما يقرب من نصف الجمجمة. ولرصد تأثير البدانة على بنية الدماغ، تابع فريق البحث 473 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و87 عامًا، بمركز كامبريدج للشيخوخة وعلم الأعصاب. وقسّم الباحثون الأشخاص إلى فئتين، الأولى تعاني من زيادة الوزن، فيما كانت المجموعة في وزنها الطبيعي ، ليجدوا اختلافا لافتا للنظر في بنية الدماغ وحجم المادة البيضاء في أدمغة الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن، مقارنة مع نظرائهم الأقل وزنًا، حيث عانى البدناء من انخفاض ملحوظ في المادة البيضاء بالمقارنة مع المجموعة الثانية. ورغم أن المادة البيضاء تتقلص بشكل طبيعي مع تقدم السن، وجد الباحثون أن البدانة تعجّل بفقدان تلك العملية. ولاحظ فريق البحث أن مقدار المياه البيضاء الموجود في أدمغة البدناء في سن ال50 عامًا، يقارب الحجم الموجود في أدمغة أصحاب الأوزان الطبيعية في سن ال60 عامًا. وقال الباحثون إن هذا يعني أن السمنة قد تعجّل بظهور وتطور شيخوخة الدماغ أكثر من المعتاد بحوالي 10 أعوام، وهذا يؤثر على القدرات الإدراكية والمعرفية للأشخاص البدناء. وتشير آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.5 مليار من البالغين يعانون من فرط الوزن على مستوى العالم، كما أن 3 مليون طفل دون سن الخامسة كانوا يعانون من فرط الوزن في عام 2010. وعن الآثار الصحية للبدانة، كشفت المنظمة أن فرط الوزن يؤدي إلى آثار وخيمة، تزيد تدريجياً مع زيادة الوزن، حيث تسبب السمنة أمراض القلب والسكري، وبعض أنواع السرطان ومنها سرطان بطانة الرحم، والثدي والقولون.