جاء في فتوى الشيخ عبد الباري الزمزمي نشرتها جريدة التجديد الأربعاء 5 أكتوبر فاتح رمضان أن آذان الفجر في المغرب يتم قبل طلوع الفجر الحقيقي بنحو ربع ساعة أو أكثر، وأن هذا الآذان لا يحرم طعاما ولا شرابا، وبناء عليه أجازت الفتوى لمن سمع المؤذن أن يستمر في أكله وشربه وجماعه إلى حدود خمسة عشر دقيقة بعد الآذان. وهذا القول بأن آذان الفجر في المغرب يتم قبل الوقت هو مجرد رأي وتقدير لبعض الأشخاص، وبعضهم تراجعوا عنه بعد أن قاموا بعدة مشاهدات وتدقيقات في الموضوع، ويبقى أن المعول عليه هو ما ضبطه المؤقتون المختصون، وعملوا به، وعمل به وأقره آلاف العلماء على مر العصور. وبناء عليه، فإن تعمد الأكل والشرب أو الجماع بعد الآذان يمثل انتهاكا لحرمة رمضان، ويعتبر إفطارا متعمدا يبطل الصوم. وحتى لو فرضنا أن الآذان سابق لأوانه ببضع دقائق في بعض الأيام من السنة فمن الأسلم والأحوط للمسلم أن يلتزم به، بل أن يتقدمه في إمساكه ببضع دقائق أخرى إلا عند الحاجة، فإنه يستمر في أكله وشربه إلى وقت الآذان، هذا في ما يخص الصوم. وأما الصلاة، فلو تأخرت على وقت الآذان ببضع دقائق فهو الأحوط والأسلم، لأن تأخيرها عن أول وقتها قليلا لا يضر، وهذا ما يقع بالفعل، فإن عامة المساجد تقام فيها الصلاة على نحو ربع ساعة أو أكثر من لحظة الآذان. من جهة أخرى ورد في العدد نفسه من الجريدة فتوى أخرى للأستاذ الزمزمي حول مداعبة الصائم زوجته، وفيها أن هذه المداعبة لو استمرت إلى حد الإنزال والإمناء، فإنها لا تبطل الصوم، ويستمر هذا الصائم في صومه، وهذه مبالغة في الترخص وتجريء الناس على انتهاك حرمة رمضان، فكل ما ورد في الأمر، وعليه عامة الفقهاء، أن التقبيل العابر أو المداعبة العابرة للزوجة لا تفسد الصوم، وأما الاسترسال في هذه المداعبة حتى تصل إلى حد الإمناء وهو يتوقع ذلك ويحس به، فهذا أيضا إفساد متعمد للصوم، خارج عن المداعبة العابرة، المشار إليها في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، ثم أضافتوكان أملككم لأربه، بمعنى أنه إذا قبل لا يسترسل في الشهوة. ونحن نعرف أن الصيام حكمته الأولى كبح الشهوات وعدم الاسترسال فيها، فمن استرسل في مداعبة زوجته وهو يعرف المآل الذي يصل إليه ويتوقعه، واستمر إلى أن وقع الإمناء والإنزال، فهذا كله تعمد لإفساد الصوم لا ينبغي الإفتاء بجوازه ولا التساهل فيه. والحمد لله رب العالمين.