عبرت زوجة دركي (ح.ا) معتقل بإنزكان عن شكواها من التأجيل المتكرر منذ سنة ونصف لمحاكمة زوجها وزميلين له معتقلين في قضية موت مواطن أتى إليهم حيث يشتغلون بمركز الدرك الملكي بكلميم ليبلغ عن فقدان بندقية صيد في منطقة تيغمرت بنواحي المدينة، إلا أن حالة من التقيء أصابت المعني بالأمر فحمل إثرها إلى المستشفى بالمدينة ليوافيه الأجل هناك، وبعد إجراء ثلاث عمليات تشريح للجثة أظهرت نتائج أحدها أن الوفاة ناتجة عن مشاكل صحية، أما خلاصات اثنين منها فذهبت إلى أن الوفاة كانت نتيجة تعرضه للضرب والعنف المؤدي إلى الموت، وبسبب هذا العنصر الأخير اعتقل الدركيون الثلاثة. من جهتها، توضح بشرى بلفقيه، زوجة أحد المعتقلين أنه >لا وجود لدليل أو شاهد على تورط الدركيين في قتل أو ضرب الهالك حتى الموت، بالإضافة إلى تضارب نتائج التشريحات المنجزة، فالتشريح الذي أجري بكلميم بعد وفاة سليمان الشويهي يوم 30 أبريل 2004 أفاد بغير ما خلص إليه تشريح الجثة المنجز في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء الأول منه ثم الثاني<. ومنذ اعتقال الدركيين في 10 ماي 2004 وترحيلهم أياماَ قليلة بعد ذلك إلى سجن إنزكان قرب أكادير وعائلاتهم في معاناة حقيقية نظراً لعدم وجود معيل لها، سيما وأن أجور المعتقلين تم إيقاف صرفها مباشرة بعد القبض عليهم. ولأن العيش ضاق عليهن، رحلت الزوجات الثلاث إلى بيوت آبائهن، إحداهن إلى الخميسات وهي بشرى بلفقيه والأخرى إلى واد أمليل نواحي تازة والثالثة إلى مدينة صفرو. ولكل ما سبق، تطلب الزوجات المتضررات إنصاف أزواجهن والإسراع بالبت في المحاكمة، التي بدأت منذ آخر يونيو 2004 وأجريت إلى الآن 8 جلسات للنظر فيها، كانت آخرها في يوليوز الماضي، وقد حدد موعد الجلسة المقبلة ليوم 8 أكتوبر الجاري. وتوضح الزوجة سالفة الذكر لالتجديد أن تمديد الجلسات وتأجيلها يعني تمديد معاناتهن وأبنائهن الصغار وأزواجهن المعتقلين، والذين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ أسابيع لدرجة أن أحدهم نقل في وقت سابق من شهر شتنبر الماضي إلى المستشفى بإنزكان في حالة خطيرة بعد 55 يوماً من الإضراب، وأما زميلاه فما يزالان في إضرابهما احتجاجاً على اعتقالهما الذي يصفانه بالتعسفي، وقد علمت التجديد أن سلطات السجن أرجعت المعتقل الأول من المستشفى بعدما رفض أخذ المحلول المغذي المسمى السيروم. يشار إلى أن المعتقلين الثلاثة هم: (ج.م) وكان قائد المركز القضائي بكلميم وقضى 27 سنة من الخدمة وله ثلاثة أبناء، و(ح.ا)، وكان نائب قائد المركز وله 18 سنة من الخدمة وله ابنان، وثالث الدركيين (ب.ا) وكان مأمورا بالمركز وله 11 سنة من الخدمة وله طفلة في شهرها العاشر، وهو الذي نقل في حالة متدهورة إلى مستشفى إنزكان.