أبرز المتدخلون في ندوة الإعلام والتنمية البشرية المنعقدة أخيرا بمدينة الصويرة قوة جذب القراء من قبل مختلف وسائل الإعلام الخلاقة وطنيا أو جهويا لأنها تناقش ذاتهم وفي نفس الآن منصة يستخدمها المجتمع المحلي للتعبير عن ذاته، مشيرين في الوقت ذاته إلى التقصير الفاضح في تعامل وسائل إعلام أخرى مع الوسط القروي تاركة الخطاب الرسمي ينفرد في الوصول إليه، وعدم التمكين للرأي والرأي الآخر، ومشددين على ضرورة الاعتراف بطاقات الصحفي المبدع القادر على التحكم في الكفايات الأساسية لعمل صحفي مهني ملتزم بأخلاقيات المهنة، منتقد ذاته، عامد إلى التكسير لمخاوف لا وجود لها إلا ذهن البعض، من أجل تحقيق شرط مهني مريح يتنفس فيه الصحفي أكسيجين الحرية للمساهمة الشفافة والمستمرة والفعالة في تحقيق رهانات التنمية. واعتبر المشاركون الذين تحلقوا حول ثلاث موائد مستديرة حول الإعلام والشفافية وآفاق التنمية، الإعلام الجهوي والتنمية المحلية، برنامج محاربة الفقر: مقاربات التعريف به اعتبروا العمل الصحفي فن الممكن الذي يربط الصلة بين الناس والمؤسسات، وهو من حفدة الرحالة القدامى ، مشيرين إلى أنه بالرغم من حاجة جميع الأطراف لوظائفه فهو غير مرغوب فيه من طرف الجميع، ولا يهتم بأوضاعه المادية والرمزية، في حين يتحمل مسؤوليات أكبر من طاقاته، هذا إضافة إلى كون الإدارة المغربية العامة والخاصة غير مهيأة للتعامل الصحفي إذ يغيب في أكثر من جهة الملحق الصحفي الأمر الذي يجعل من طقوس التواصل مجرد ارتجال وتحايل واسترزاق. وأجمع المشاركون على ضرورة طرح سؤال الإعلام والتنمية في سياق الواقع المغربي المطبوع بخصاص اجتماعي قائم يخترق شروط عيش المواطن بمختلف مستوياته، مؤكدين على سن منهجية واضحة لبلورة ممارسة مهنية للعمل الصحفي في إطارقانون القرب والفعالية، وضرورة تحقيق إعلام يصنع التصورات لصالح مستقبل بشري يكون فيه الإعلام ليس فقط أداة تنموية وإنما رهانا تنمويا قادرا على توفير الفضاء الأمثل لنمو شروط تصريف عملي لقيمة الحرية والديمقراطية والمشاركة. من جهة ثانية ركز متدخلون فيما يخص التعريف بالبرنامج الوطني لمحاربة الفقر على دور المجتمع المدني إلى جنب فعاليات الممارسة الصحفية في تجسيد برامج تنموية مضبوطة ومندمجة تنبثق عن منظور شامل لبناء مواطنة تثق في مستقبلها، عامدين إلى تقييم تجربة العمل الجمعوي بالمنطقة وما موّل من مشاريع لخلق أنشطة مدرة للدخل، ودعم الولوج إلى التجهيزات الأساسية والخدمات الاجتماعية، ودعم النشاط الاجتماعي والثقافي...وتعزيز الحكامة والقدرات المحلية معتبرين أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يمكن أن تكون خلاقة لعمل جمعوي ينخرط في برنامجه الجميع . يذكر أن الندوة نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع مراكش تانسيفت الحوز لفائدة أزيد من أربعين مراسلا يمثلون مختلف المنابر الوطنية وعدد من الصحف المحلية والجهوية، وشكل الإعلام والتنمية البشرية الخيط الناظم لمداخلات كشفت عن حق المواطن في إعلام شفاف يبث الوعي الممكن في صفوف شرائح المجتمع ويعتمد الحرية واحترام حقوق الإنسان لمواجهة كل السلطات سلبا وإيجابا إسهاما في تغيير الأوضاع والدفع بها نحو الأفضل.