انتقد المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير «المغالطات والتحاملات المجانية» التي تضمنتها التصريحات التي صدرت في يوم سابق من الشهر الجاري عن وزير المجاهدين الجزائريين في تجمع التأم بمنطقة البيض غرب الجزائر، وادعى فيها أن الملك الراحل الحسن الثاني «كان يريد أن يجرّب في الجزائر الدمار»، وهو ما اعتبره رئيس المجلس المؤقت، محمد سعيد بونعيلات في رسالة بعث بها إلى وزير المجاهدين الجزائريين شريف عباس «تصريحات مليئة بالمغالطات والتحاملات المجانية على دولة شقيقة اضطلعت دوما بأدوار طلائعية مغاربياً وعربياً وإفريقياً ودولياً لإقرار السلم والأمن والانتصار لقيم الحرية والشرعية والمشروعية والاحتكام إلى المواثيق والأوفاق الدولية». وجاء في الرسالة ذاتها أن طبيعة هذه التصريحات «تسير في خط متعارض مع تصريحات سابقة لشخصيات جزائرية مسؤولة كالجنرال محمد العماري والجنرال خالد نزار على سبيل المثال لا الحصر»، معتبراً أن تصريحات مثل هذه الشخصيات كانت دائماً تؤكد على «دعم المغرب للحركات التحررية، وفي مقدمتها حركة التحرير الجزائرية من ناحية، ومن ناحية ثانية مناهضة المغرب بإيمان وحزم لكل شكل من أشكال الإرهاب». وتابع «وكأننا بكم تخلطون بين الموقف من حركة التحرير ومن ظاهرة الإرهاب التي تنسبونها افتراء وبهتاناً لجلالة المغفور له الحسن الثاني»، مضيفاً: «وإذا كنتم تجهلون، أو تتجاهلون لغاية في نفس يعقوب، فإننا نشعركم ونستحث ضميركم بالمكانة المتميزة المشهود بها لجلالة المغفور له الحسن الثاني في نبذ كل أشكال العنف والاعتداء والتعصب وترجيح قيم الاعتدال والسلم وحسن الجوار»... وحث المجلس المسؤول الجزائري على التحلي، تبعا لما يفرضه عليه منصبه بوصفه الوزاري، ب الحياد والموضوعية والامتثال لضوابط المسؤولية والالتزام بأعراف وأخلاقيات الحوار بدل فتح النار على من كانوا بالأمس القريب رفقاءكم في مسيرة الجهاد المشترك»، مذكراً إياه بصور الكفاح المشترك التي ميزت تاريخ البلدين ك»دولتين شقيقتين وحدتا جهودهما من أجل التصدي للاستعمار الأجنبي والذود عن حياض الأوطان ومقدساتها العليا». ونبه بونعيلات وزير المجاهدين الجزائري إلى أنه بتصريحاته تلك إنما يدق «مسماراً آخر في نعش العلاقات المغربية الجزائرية»، ويسيء إلى «قدسية رسالة الجهاد والنضال المغربي الجزائري»، مؤكدا أن «الإصرار على الصدح والترويج لهكذا طروحات ومهاترات كلامية مجافية للواقع»، ما هو إلا «محاولة يائسة لتغيير الحقائق التاريخية التي يعرفها القاصي والداني»