تنطلق اليوم الخميس أشغال اللقاء الوطني حول مبادرات التشغيل بمركز المؤتمرات بالصخيرات. ويسعى الملتقى إلى مناقشة برنامج العمل الذي أعدته الحكومة للنهوض بالتشغيل من أجل إغنائه بمساهمة الخبرات الوطنية والدولية، على ضوء التوصيات الملموسة التي ستسفر عنها المشاروات مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، أو هكذا على الأقل تقول الحكومة التي حرصت على القول إنها حريصة على إشراك مختلف الفرقاء في إعداد ومناقشة وإغناء البرنامج الحكومي الذي سيعرض للمناقشة خلال اليومين الدراسين . غير أن مصادر نقابية شككت في جدية الحكومة على هذا المستوى، وأكدت أن إشراك النقابات على سبيل المثال، إنما اقتصر على لقاءات إخبارية شفوية من لدن مسؤولين في الوزارة دون أن يكون هناك إشراك حقيقي في الإعداد لليومين الدراسيين كما وعدت الحكومة في افتتاح الحوار الاجتماعي، وفي أول لقاء مع الوزير الأول، أو تشاور موسع وحقيقي واستطلاع قبلي لآراء مختلف الفاعلين، من خلال تمكينهم من تفاصيل المبادرة ومكوناتها أو على الأقل تسليمهم الوثائق المعروضة على المشاركين، مما يوحي بأن الأمر يتعلق بمشاورة شكلية، وبسعي إلى أن تقوم الأطراف الشريكة إلى توقيع على بياض وتزكية للمبادرة دون فحص لتفاصيلها. ويعلل مسؤولون في وزارة التشغيل بأن أوراق المبادرة لا تزال في طور التدقيق تارة، في حين تعللوا تارة بالخوف من التشويش على أشغال اللقاء الوطني في حال تسرب التفاصيل إلى الإعلام، ولجأوا إلى التماطل والتسويف في الاستجابة لطلب بعض المركزيات النقابية القاضي بتمكينها من مستندات الملتقى وتفاصيل المبادرة، مما يقلل من دعوى الحكومة حسب بعض المصادر النقابية بأنها حريصة على إشراك الخبرات والفعاليات الوطنية. جدير بالإشارة إلى أن أشغال اليومين الدراسيين ستنقسم إلى ثلاث ورشات الأولى ستتدارس مسألة إنعاش الشغل، والثانية مسألة دعم خلق المقاولات، والثالثة مسألة ملاءمة التكوين مع سوق الشغل، والرابعة لجنة حكامة سوق الشغل. وتضم المبادرة مجموعة من التدابير من أجل التشغيل وإنعاش الشغل ومنها إعفاءات ضريبية وقروض وضمانات من أجل إنشاء مقاولات ودعم حكومي، وإنشاء صناديق جهوية، وتدابير جديدة في مجال الوساطة في مجال الشغل . ويتساءل ملاحظون عن مصير التوصيات الصادرة عن الندوات الوطنية السابقة، خاصة ندوة مراكش كما يتساءلون عن ضمانات نجاح هذه المبادرة في ضوء الفشل الذي انتهت إليه مبادرة التشغيل من أجل الإدماج وغيرها. وتتخوف مصادر نقابية من أن تكرس المبادرة هشاشة استمرارية الشغل، خاصة أنها جاءت لتكرس مبدأ مرونة التشغل وإمكانيات أكبر للتسريح بعد مرور عقد التشغيل الأول.