قدم 73 من زعماء المسلمين من مختلف أنحاء تايلاند خطة من 7 نقاط إلى وزير الداخلية كونجساك وانتانا، في محاولة لوضع نهاية سلمية للعنف الدائر ضدهم في الأقاليم الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة، تكون بديلة لحالة الطوارئ التي تخول السلطات صلاحيات واسعة لقمع السكان المسلمين. وتتضمن النقاط السبع دعوة الحكومة لانتهاج حلول سليمة وعادلة بدلا من الإجراءات السياسية التي تغلب عليها المنفعة الذاتية، ومراعاة ألا تجرح الإجراءات المتخذة مشاعر الأهالي المسلمين، أو تسيء لمعتقداتهم الدينية، وتثير حساسيتهم. كما طالبت الخطة بالمعاملة العادلة للمشتبه في ارتكابهم لأفعال خاطئة، وعقد النية المخلصة لاستعادة ثقة وتأييد أهل الجنوب، وإنشاء آلية مركزية لتقليل التوترات بين سلطات الدولة والسكان المحليين. وأضافت المجموعة إلى هذه النقاط ضرورة أن تلزم الحكومة نفسها باقتصاص العدالة من مرتكبي الجرائم، سواء كانوا من مسؤولي الدولة أو الاستقلاليين المشتبه فيهم. وترأس الزعيم الروحي للمسلمين التايلانديين ولاراجا مونتري المجموعة التي اقترحت أيضا أن تضطلع اللجنة الإسلامية المركزية لتايلاند بتقديم حلول خلاقة لمشكلة الجنوب المسلم، وأن تسعى اللجان الإسلامية المحلية في مختلف المحافظات لتبني إجراءات فعالة لحلها، وتعبر عن عدم موافقتها على العنف والقتل خاصة حيال الأبرياء. من ناحيته أبدى وزير الداخلية التايلاندي كونجساك وانتانا استعداد الحكومة لدعم المقترح الذي تقدم به الزعماء المسلمون، وتبادل الآراء بشأن مختلف المسائل المتصلة بالجنوب، ووعد بأن تعامل جميع الأطراف بصورة عادلة، سواء كانت من سلطات الدولة أو الأهالي، لكن الوزير لم يقدم ما يفيد التخلي عن حال الطوارئ. وكانت الحكومة التايلاندية قد أعلنت حال الطوارئ في مقاطعات ناراثيوات ويالا وفطاني التي يشكل المسلمون أغلب سكانها، وفق مرسوم أقره مجلس الوزراء التايلاندي يوم 2005/7/15 ومنح هذا المرسوم الحق لرئيس الوزراء تاكسين شيناواترا الصلاحيات لفرض الإقامة الجبرية والرقابة على الأخبار، ومنع الاجتماعات العامة، وتسجيل المكالمات الهاتفية، واعتقال المشتبه فيهم دون توجيه تهم لمدة تصل إلى 30 يوما. وأبدى مسلمو الجنوب اعتراضهم على مرسوم الطوارئ، مؤكدين أنه لن يحقق هدفه. ومنذ يناير من عام 2004 قتل أكثر من 800 شخص معظمهم من المسلمين في سلسلة من عمليات إطلاق النار والتفجيرات في أقاليم فطاني ويالا وناراثيوات؛ حيث يشكل المسلمون والمنحدرون من الملايو نحو 80% من السكان، ولا يتحدثون بالتايلاندية كلغة أولى لهم، في وقت لم تعاقب فيه السلطات التايلاندية مسؤوليها الذين كانوا يقفون وراء تلك المذابح.