وجه جلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين في المؤتمر الرابع عشر للجمعية الدولية للعلوم الاقتصادية، التي انطلقت أشغاله أمس بمراكش. وقال جلالته إن المغرب لمعتز بأن يستقبل، في هذا الفضاء المفعم بالتفاهم والتآلف الإنساني والتبادل المثمر، صفوة من الأعلام الاقتصاديين الوافدين من مناطق وثقافات متنوعة من أجل تعميق النقاش والتحاور حول قضايا اقتصادية ذات أهمية قصوى بالنسبة لمجتمعاتنا. وأضاف جلالته أن هذه القضايا تطرح اليوم في خضم التطور السريع للعالم المعاصر بنوع من الإلحاحية، وتفرض نفسها كتحد إزاء العقل والفكر، وتجاه طموح الإنسان لبناء عالم أفضل. وخاطب جلالته المشاركين بالقول: وفي هذا الصدد، فإن الأهمية المميزة لمؤتمركم تتمثل ليس فقط بالنظر إلى المكانة المرموقة للمشاركين فيه، ولكن اعتبارا كذلك لغنى وتنوع الموضوعات التي سيناقشها، والتي تجلي حيوية التفكير الذي دأبت مجموعة الباحثين في العلوم الاقتصادية على بلورته باستمرار، من أجل فهم أمثل وتنوير أفضل للمشاكل الاقتصادية المتنامية التعقيد، وذلك ضمن عالم مطبوع بكونية شاملة، حيث التحولات العلمية والتكنولوجية تضفي على مفاهيم التنمية وإنتاج الثروات وتوزيعها تجليات جديدة. وأوضح جلالة الملك أن القضايا المتعددة المرتبطة بالنمو والتشغيل، وبمحاربة الفقر والفوارق وبالاستثمار والتمويل والتبادل الحر، وكذا تلك المتعلقة بنجاعة المؤسسات والحكامة الجيدة ودور المرأة في المجتمع... تستدعي كلها تحيينا وتجديدا مستمرين على مستوى النظريات الاقتصادية، ولا سيما في ارتباط بالتقدم الحاصل في الحقول العلمية الأخرى. وأكد جلالة الملك أن هذه القضايا التي تقع اليوم في صميم برنامج العمل الذي رسمتموه بدقة كبيرة لجلسات مؤتمركم الرابع عشر، تتبوأ، في مجملها، مكانة مركزية في انشغالات التجربة التنموية التي نقودها اليوم في المغرب . وأشار صاحب الجلالة إلى أن بلادنا فتحت العديد من الأوراش التي تصب في منطق الإصلاحات، متوخية بذلك تأهيل طاقاتنا لإنتاج الثروات، وتعزيز قدرة مواردنا البشرية وضمان تنوع الاختيارات والفرص أمام كل رجال ونساء المغرب، لكي يتمتعوا بمواطنة كاملة وفاعلة.