دعت رابطة علماء فلسطين، حراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته، إلى التعامل بجدية مع تهديدات جماعات إسرائيلية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى، موضحة أنه مع تواصل عملية جلاء الاحتلال وقطعان مستوطنيه عن أرض قطاع غزة تتصاعد وتيرة الإرهاب الصهيوني المنظم، حاثة في ذات الوقت أهالي بيت المقدس وفلسطيني الخط الأخضر على شد الرحال إلى باحات الأقصى على مدار الأسبوع. وأكدت الرابطة في تصريح صحفي وصل مراسلنا نسخة منه أنها تنظر بجدية بالغة لتهديدات أوباش المتطرفين اليهود بالمساس بالمسجد الأقصى المبارك، وتؤكد أن ارتكاب حماقة من هذا النوع سيؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، محملة حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يترتب عن تنفيذ مثل هذه التهديدات الحاقدة. واعتبرت أيضا أنه بات من نافلة القول، إن المساس بالأقصى يعني الدخول في موجة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت على أرض الواقع مدى استعداده للتضحية والفداء، فالآلاف التي سيجت الأقصى بدمائها، والآلاف التي حمت المسرى بأجسادها أكبر دليل على ذلك. وقالت: إننا في رابطة علماء فلسطين، ندعو إخواننا حراس المسجد الأقصى وسدنته إلى أخذ التهديدات الإسرائيلية المتطرفة على محمل الجد، وعدم التهاون في التصدي لها، ونؤكد ضرورة التعامل بأعلى درجات الحيطة والحذر خلال الأيام القادمة، فكلما تواصلت عملية جلاء الاحتلال وقطعان مستوطنيه عن أرض قطاع غزة كلما تصاعدت وتيرة الإرهاب الصهيوني المنظم، وما جريمة شفا عمرو ومجزرة رام الله الأخيرة عنا ببعيد ". وحثت الرابطة أهالي بيت المقدس وأكنافه وفلسطيني الأرض المحتلة عام 48 على شد الرحال لمسرى المصطفى عليه الصلاة والسلام على مدار الأسبوع، مطالبة إياهم بتكثيف تواجدهم في المسجد الأقصى المبارك، وذلك لإحباط كافة المحاولات المحمومة من قبل غلاة المتطرفين اليهود، والذين يبيتون للمسجد الأقصى كل غدر وخيانة. وتابعت تقول "إننا في رابطة علماء فلسطين نهيب بجميع فصائل المقاومة الفلسطينية بضرورة التأهب لصد أي محاولات غادرة من قبل المتطرفين تستهدف المسجد الأقصى المبارك، وندعو إلى فتح باب المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي على مصراعيه إذا تم المساس بحرمة المسجد الأقصى والمصلين الآمنين داخله". وطالبت رابطة علماء فلسطين الأمة العربية والإسلامية بوضع قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك في أول سلم أولوياتها، وآلا تدعها نهبة للمتطرفين وقطعان المستوطنين اليهود. وكانت مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية قد ذكرت أنها علمت من مصادر مطلعة داخل المسجد الأقصى أن رجلاً مجهولاً اتصل هاتفياً ويتحدث اللغة العبرية مع حراس المسجد الأقصى وأبلغهم انه سمع رجلين يهوديين يتحدثان فيما بينهما أنهما سيقومان بالتخفي بلباس عربي واقتحام المسجد الأقصى وهما يحملان متفجرات لتفجير المسجد الأقصى. وذكرت المؤسسة أن حراس الأقصى قاموا بتسجيل هذا البلاغ ونقلوه فوراً إلى دائرة الأوقاف في القدس التي أعلنت فور ذلك حالة التأهب القصوى على أبواب المسجد الأقصى وداخل ساحاته لكشف أي اعتداء محتمل. وكان يهودٌ متطرّفون حاولوا اقتحام المسجد الأقصى المبارك مساء الاثنين الماضي إلا أنّ حراس المسجد الأقصى صدّوا هذه المحاولة التي جاءت احتجاجاً على الانسحاب الصهيونيّ من قطاع غزة، وكان من بين محاولي الاقتحام مستوطنٌ يحمل السلاح ويعمل حارساً في إحدى المواقع الصهيونيّة. وفي سياقٍ متّصل حاولت مساء الاثنين (15/8) مجموعة ضمّت أكثر من 100 متطرفٍ يهوديّ اقتحام ساحات المسجد بعد أنْ نظّموا مسيرةً انطلقت من الحيّ اليهودي في البلدة القديمة من المدينة باتجاه المسجد الأقصى، وذلك احتجاجاً على بدء الحكومة الصهيونيّة تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية والتي بدأت فعلياً يوم الأحد، واستطاع حراس المسجد الأقصى وجمعٌ من المصلّين داخل المسجد الأقصى حالوا ومنعوا هذه المجموعة من اقتحام المسجد الأقصى.