قبل أربعة أيام من بدء مباريات كأس أوروبا لكرة القدم 2016، بدأ العد العكسي للحكومة الاشتراكية الفرنسية لتواجه خصوصا تحدي تهدئة النزاعات الاجتماعية وطمأنة المشاركين على الأمن أمام احتمال وقوع هجمات. وهذا الخطر تمثل، يوم الاثنين 6 يونيو 2016، بتأكيد أجهزة الاستخبارات الأوكرانية توقيف فرنسي في 21 ماي 2016 في أوكرانيا، وبحوزته أسلحة وكان يعد ل15 هجوما في فرنسا طوال فترة المباريات. ونادرا ما واجه بلد مضيف لمباريات دولية كبرى، هذا الحدث بمثل هذه الدرجة من التوتر. وتساءلت صحيفة "لوباريزيان/اوجوردوي ان فرانس" في عنوانها الرئيسي الاثنين: "هل سنتمكن من الترفيه عن أنفسنا في نهاية المطاف؟". ومن إضراب سكك الحديد منذ أسبوع إلى إعلان طياري شركة "اير فرانس" عن إضراب في نهاية الأسبوع الجاري، يريد هؤلاء بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات على تعديل لقانون العمل تحقيق سلسلة من المطالب في قطاع النقل الاساسي. وأدت اسوأ فيضانات منذ 1982 في وسط البلاد ومنطقة باريس التي انتشر صور نهرها الذي فاضت مياهه، والمخاوف من هجمات جهادية جديدة بعد ثمانية اشهر من اعتداءات باريس (130 قتيلا) الى مزيد من التوتر. وبشأن الفيضانات، يواصل منسوب المياه تراجعه الاثنين 6 يونيو 2016. وأعلنت الحكومة عن إنشاء "صندوق لحالات الطوارئ القصوى" من أجل المنكوبين في هذه الأحوال الجوية السيئة التي أدت إلى سقوط أربعة قتلى وجرح 24 آخرين وتقدر قيمة خسائرها بما بين 600 مليون وملياري يورو. "التهديد" الإرهابي قائم على الصعيد الأمني، حذر الرئيس فرنسوا هولاند، يوم الأحد 5 يونيو 2016، من أن "التهديد" الإرهابي "قائم للأسف ولفترة ستكون طويلة"، مبررا بذلك حشد تسعين ألف شخص "لضمان أمن" المباريات. ودعا رئيس الدولة أيضا إلى وقف الإضرابات التي يثير استمرارها قلق السلطة وأعضاء البرلمان والمجالس البلدية وخصوصا العاملين في قطاع السياحة، بينما ينتظر وصول عشرات الآلاف من المشجعين في البلاد. وقال هولاند "لن يفهم أحد منع القطارات والطائرات (…) من تأمين نقل جيد (…) للمتفرجين". وكررت رئيسة بلدية باريس "آن ايدالغو" التي توجه انتقادات لهولاند عادة، الدعوة نفسها "لوقف عدد من الخلافات" مؤقتا. إضرابات متواصلة النزاع الذي يجب إخماده قبل أي شيء آخر هو الإضراب المفتوح للشركة الوطنية لسكك الحديد الذي يواصل التسبب في اضطرابات في حركة نقل القطارات بعد ستة أيام من بدئه على الرغم من تراجع حجم التعبئة. وتحت ضغط الحكومة بدأت الادارة والنقابات جلسة أخيرة من المفاوضات حول تنظيم وقت العمل، محور الحركة الاحتجاجية. وبدت النقابتان الداعمتان للإضراب، وإحداهما هي الاتحاد العام للعمل (سي جي تي) التي تشكل أغلبية بين عمال سكك الحديد، مصممتين على تحركهما ولم تلبيا النداءات في الأيام الأخيرة إلى استئناف العمل لمواجهة أضرار الفيضانات. والقضية الأخرى التي تثير قلقا هي أن طياري شركة الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" ينوون القيام بإضراب من 11 إلى 14 يونيو 2016 احتجاجا على اجراءات تتعلق بالقدرة التنافسية. وتتواصل حركات اجتماعية أيضا في قطاعات النفط، حيث توقف عدد من المصافي، وفي المرافئ وفي جمع النفايات والطاقة التي دهي العاملون فيها إلى إضراب جديد الخميس 9 يونيو 2016. وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه، يوم الأحد 5 يونيو 2016، أن 54 بالمئة من الفرنسيين لا يؤيدون هذه الإضرابات والتظاهرات. لكن الحكومة لم تنته بعد من حركة الاحتجاج على إصلاح قانون العمل الذي يثير تظاهرات تتخللها أعمال عنف منذ ثلاثة اشهر. وسينظم يوم تحرك جديد في 14 يونيو 2016 عبر تظاهرة وطنية في باريس. وضاعف معارضو النص الذين يرون فيه تهديدا لوضع العاملين، الضربات مؤخرا. ودفع وزير الاقتصاد، ايمانويل ماكرون، ثمن هذه الاستراتيجية، الاثنين 6 يونيو 2016، عندما قام متظاهرون بدفعه ورشقه بالبيض خلال زيارة إلى إحدى ضواحي باريس. وقبل عام من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2017، تراهن السلطة على هذا الاصلاح الذي يفترض ان يحرك سوق الوظيفة ويؤدي الى تراجع البطالة، لكن معارضيه يرون انه مفرط في ليبراليته.