أعلنت مصر أخيرا استعدادها للقيام بدور الوساطة بين المغرب والجزائر لحل الخلافات القائمة بينهما، على رأسها قضية الصحراء المغربية. وأعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، ماجد عبد الفتاح، أن الرسالة الخطية، التي تسلمها الرئيس المصري حسني مبارك من جلالة الملك محمد السادس أخيرا، تتناول العلاقات المغربية الجزائرية. وأوضح المتحدث، في تصريح صحافي عقب لقاء الرئيس مبارك بمحمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الذي قام بتسليم الرسالة، إن الرئيس مبارك أكد خلال اللقاء على الاتفاق مع هذا التوجه لتسوية الخلافات من خلال التفاوض المباشر وغير المباشر، معربا عن استعداد مصر (التي تتخذ موقفا محايدا من قضية الصحراء) لبذل كل جهد ممكن في إطار علاقاتها المتميزة مع الطرفين المغربي والجزائري للتغلب على الخلافات بينهما. من جهة أخرى، نفى محمد بن عيسى وجود أي توترات على الحدود بين المغرب والجزائر، مؤكدا أن «منظور المغرب لحل مشكلة الصحراء ينطلق مما توصل إليه مجلس الأمن الدولي بالحل السياسي والتفاوض بين الأطراف»، وفق ما ذكره موقع محيط الإخباري. وصرح بن عيسى، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عقب اجتماعهما في مقر الجامعة أخيرا، إن «المغرب ينتظر من يتفاوض معها في هذا الشأن». وقد قام وزير الخارجية المغربي أخيرا بجولات إلى عدد من الدول العربية اطلع قادتها على مستجدات قضية نزاع الصحراء المغربية، وخلفيات التوتر الحاصل في العلاقات المغربية الجزائرية، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية عن ديبلوماسيين مغاربة. ويتوافق هذا النشاط الديبلوماسي المغربي وتصعيد جمعيات معادية لوحدتنا الترابية حملتها ضد المغرب وضد إسبانيا، التي أضحت تغضب الجمهورية الصحراوية المزعومة بمواقفها الأخيرة المدعمة للطرح المغربي لحل قضية الصحراء. وقد أفادت في هذا الإطار جريدة الخبر الجزائرية في عددها ليوم أمس أنه من المتوقع أن تنظم هذه الجمعيات تظاهرة وسط العاصمة الإسبانية مدريد في الثالث عشر من هذا الشهر. وزعمت الصحيفة الجزائرية أن بيانا وزعته من تسمي نفسها بتنسيقية الجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي قالت فيه إن «أية صيغة غير استفتاء تقرير المصير لن تكون نتيجتها إلا المخاطرة بالسلام والاستقرار في المنطقة برمتها». يونس البضيوي