للمرة الأولى، وعلى الرغم من دعواته لقطع الطريق أمام الفلسطينيين، حتى لا يتم اعتبار الانسحاب انتصارا، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، آرائيل شارون، بأن خطة الانسحاب من قطاع غزة سببها ضربات المقاومة الفلسطينية، التي أوقعت قتلى وجرحى ودماراً في صفوف الإسرائيليين، بصورة صارت "غير محتملة"، على حد تعبيره. وقال شارون، في مقابلة مع صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، في عددها الأخير، إن "إسرائيل خرجت من غزة، لأنها أرادت أن توقف الثمن غير المحتمل، الذي تدفعه هناك"، زاعماً أن "الحقيقة هي أن قطاع غزة لا يظهر في أي مخطط استيطاني أو سياسي في دولة إسرائيل"، على حد قوله. وأضاف يقول "كان واضحا لي منذ البداية أن العملية (الانسحاب من قطاع غزة) لن تمر بسهولة، لكن البقاء في غزة وكل ما يتعلق بذلك والثمن الذي ندفعه، كان يجب أن ينتهي". وتابع "كان لدينا حلم، لكن على مدار 37 عاماً خلت، حدثت أمور كثيرة، وحقق المستوطنون إنجازات كثيرة، وكانوا يقودون الاستيطان والأمن .. فلولاهم لما كنا اليوم في الخليل وغوش عتصيون ومعاليه أدوميم وبناتها (من المستوطنات) وآرائيل وبناتها وعيلي وشيلو وبيت ايل"، وهي جميعها مستوطنات في الضفة الغربية. وأكد شارون في تصريحاته أنه "غير نادم على تبني خطة الانفصال"، التي تتضمن إخلاء المستوطنات في قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة الغربية، وأنه كان سيعتمدها حتى ولو علم مسبقا بمدى المعارضة لها. وشدد على أنه "لا ينوي طلب المعذرة من المستوطنين المنوي إجلاؤهم ضمن خطة الانفصال، لكنه يأخذ آلامهم بعين الاعتبار"، مؤكدا أن خطة الانفصال تولدت لأنه لم يكن هناك شريك في الطرف الفلسطيني، وأن الفرصة للتحاور مع الفلسطينيين كانت سانحة بعد رحيل الرئيس (الفلسطيني) السابق ياسر عرفات". حسب قوله. من جهة أخرى قال شارون إنه يفضل التوصل إلى اتفاق مع الأمريكيين على اتفاق مع العرب، معتبراً أن خطة الانسحاب هي "اتفاق مرحلي" مع الفلسطينيين. وأضاف "لقد استغرق إقناع الأمريكيين بموقفي سنوات طويلة". يشار بهذا الصدد إلى أن شارون أعلن في نهاية الأسبوع الماضي أنه لن يتفاوض مع الفلسطينيين بشأن مدينة القدسالمحتلة، ولن يسمح لعودة أي من اللاجئين الفلسطينيين، الذين هجروا من أرضهم عام 1948، كما أنه سيضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى الدولة العبرية. وأكد أن واشنطن على علم بكل هذا.