استشهد في ساعة متأخرة من الليلة الفائتة الكهل أمين محمد تيم -73 عاما- من قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية, بعد أن أعاقت قوات الاحتلال مرور سيارة الإسعاف التي كانت تقله عبر البوابة الشرقية لقرية "كفر قدوم"، صوب مستشفى الطوارئ في قلقيلية. وكان تيم على رأس جاهة كبيرة في حفل زفاف في "كفر قدوم" عندما أصيب بذبحة صدرية حادة استدعت نقله للعلاج. وقال ماجد اشتيوي سائق سيارة الإسعاف "قمنا بنقل تيم بعد أن أجريت له الإسعافات الأولية وسرت باتجاه البوابة الشرقية للقرية, وعند وصولي للبوابة الشرقية، طلبت من الحارس الإسرائيلي وهو مستوطن من مستوطنة "كدوميم" فتح البوابة لوجود حالة طارئة، إلا انه ماطل في ذلك, عندها اتصلت مع الارتباط المدني الفلسطيني في قلقيلية وأبلغته بالحالة الموجودة في سيارة الإسعاف وخطورتها". وأضاف اشتيوي "بعد نحو ربع ساعة من الانتظار على البوابة, لفظ العجوز أنفاسه الأخيرة، وبعدها بنحو خمس دقائق سُمح لنا بالمرور لكن بعد فوات الأوان". ولم تكن هذه حادثة الوفاة الأولى على الحواجز العسكرية في قلقيلية، فخلال انتفاضة الأقصى توفيت امرأة حامل مع جنينها بعد أن رفض الجنود السماح لسيارة الإسعاف بعبور الحاجز الشرقي باتجاه مستشفى الوكالة داخل المدينة، إضافة إلى أن بوابة "عزون عتمه" جنوب قلقيلية تمنع دخول الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف إلى القرية بحجة عدم حيازتهم التصاريح اللازمة. كما استشهد قبل نحو عدة أشهر عزام صوان من قرية "اماتين" شرقي قلقيلية بسبب منع جنود الاحتلال المتواجدين على حاجز "بيت ايبا" غرب نابلس للسيارة التي كانت تحاول إيصاله إلى المستشفى الوطني في نابلس المرور. ذرائع كاذبة من جهة أخرى قال الباحث الميداني محمد أبو الشيخ: "إن الذرائع الأمنية التي تتذرع بها سلطات الاحتلال في منح التصاريح اللازمة لدخول المزارعين أراضيهم المعزولة خلف الجدار العنصري في محافظة قلقيلية ما زالت قائمة حتى لو كانت منذ أكثر من عشرين عاما". واستعرض أبو الشيخ الذي اعد بحثا مطولا عن الجدار وآثاره على قلقيلية عمل جيش الاحتلال في البوابات العنصرية قائلا: اتضح أن قوات الاحتلال كانت تقوم بعمليات إحصائية يومية لإعداد المزارعين الذين يمرون من هذه البوابات والتي كان نتيجتها اخذ قرارات عسكرية تشمل إغلاق وتحويل البعض منها لتصبح بوابات موسمية فقط نكاية بالمزارعين". وأضاف: تقوم هذه القوات بإغلاق البعض منها ونقلها إلى مناطق أخرى، كما قامت مؤخرا بإغلاق إحدى البوابات شمال قلقيلية ونقلها إلى منطقة "النبي الياس" على حساب أراضي "عزون"، ومصادرة 3دونمات من هذه الأراضي بحجة إقامة طريق لتصل بين شارع قلقيلية–نابلس الرئيس شرق النبي الياس والجدار. توغل بنابلس وعلى الصعيدي الميداني، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة من خمسة جيبات فجر اليوم في محيط شارع الزيوت شرق مدينة نابلس قرب مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، كما توجهت تلك القوة إلى محيط مقام قبر يوسف قامت خلالها بإطلاق النيران بشكل عشوائي. وفي نابلس كذلك أكد مصدر مقرب من رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الدائرة السياسية فاروق القدومي انه يتم الإعداد لافتتاح مكتب إعلامي تابع لأمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح في المدينة. وأكد المصدر أن افتتاح المكتب في بداية الأسبوع القادم يأتي في سياق التحضيرات لعودة فاروق القدومي إلى قطاع غزة فور انجاز تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتابع القدومي مهام قيادته لحركة فتح خلال وجوده داخل الأراضي الفلسطينية المحررة لتنفيذ القرارات التي أقرتها اللجنة المركزية للحركة خلال اجتماعاتها الأخيرة في عمان.