دعا متدخلون في يوم دراسي نظمته كلية علوم التربية بالرباط بشراكة مع المرصد العلمي في الحكامة والتدبير، الحكومة إلى الاهتمام بالقطاع الرياضي وتشريع قوانين تشجع المواهب على الإقبال على تطوير الإمكانات والقدرات الرياضية، من أجل صناعة أبطال الغد يرفعون العلم الوطني في المحافل الدولية. واستعرض المتدخلون بالمناسبة يوم الأربعاء 11 ماي 2016 بالرباط، جملة من الإكراهات الموضوعية التي قالوا إنها تشكل حجر عثرة أمام تطوير الرياضة الوطنية، من بينها عوائق مرتبطة بالمناخ الثقافي والاجتماعي، وأخرى متعلقة بالجانب التشريعي والقانوني، فضلا عن تحديات ذات صلة بالنقص الكبير في التجهيزات والمعدات الضرورية والبنيات التحتية. محمد بلماحي، رئيس الجامعة الملكية لسباق الدراجات، طالب البرلمان بتشريع قانون يسمح بتسهيل شروط حصول الأبطال الرياضيين على تأشيرة السفر للخارج، واقترح إحداث "تأشيرة الخدمة" من أجل تسهيل عملية ترتيب إجراءات السفر بمناسبة المشاركات في التظاهرات الدولية، تفاديا للاصطفاف في الطوابير أمام المصالح القنصلية وقضاء مدة زمنية في "سير و آجي"، في الوقت الذي يحتاج البطل الرياضي للتركيز في المنافسات. وأوضح بلماحي أن القطاع الرياضي ورش اقتصادي يدر الملايير على خزينة الدولة، وينعش حركيتها الداخلية بمناسبة تنظيم التظاهرات الرياضية، داعيا الحكومة إلى وضع سياسة رياضية وإيلاء أهمية أكبر بالأبطال الرياضيين لتشجيعهم على الاستمرار في الممارسة، إذ ذكر في هذا الصدد بتأخر مصادقة البرلمان على مشروع قانون تم إيداعه قبل 3 سنوات، ويتعلق باستفادة الرياضيين من برنامج الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية. من جانبه عزا الإطار الوطني عزيز داودا تراجع مستوى الرياضة الوطنية إلى ندرة البنيات التحتية للتدريب وممارسة مختلف أصناف الرياضات، ووجوب الأداء المادي مقابل الاستفادة من أنشطة التربية البدنية، بما لا يتناسب مع القدرة المالية لغالبية الأسر المغربية، بالإضافة إلى تذيل الرياضة أجندة الاهتمامات من طرف القائمين على تدبير الشأن العمومي سواء على مستوى الحكومة أو الجماعات المحلية. واقترح داودا على السلطة التنفيذية وضع شروط تفضيلية للرياضيين للإدماج في بعض الوظائف مثل الشرطة والوقاية المدنية والدرك الملكي، أو إدماجهم في سلك تكوين المكونين في التربية البدنية، لافتا إلى أنه في رياضة التكواندوا مثلا يوجد بالمغرب 180 ألف حامل لحزام أسود، في حين لم يتأهل للألعاب الأولمبية سوى أربعة أبطال. ومن ضمن الإكراهات التي تطرق إليها متدخلون آخرون، قلة المؤطرين الرياضيين والمكونين في التربية البدنية، لافتين إلى أن الراغبين في التكوين في مختلف أصناف الرياضات يجب عليهم السفر للخارج، وقلة الفضاءات الرياضية مثل رياضة الدراجات، والتي لا يوجد سوى مضمار واحد للسباق بمدينة الدارالبيضاء لكنه لا يتوفر على المواصفات العالمية. يشار إلى أن اليوم الدراسي العلمي عرف مشاركة عددا من المختصين في مجال التربية البدنية والعاملين في القطاع الرياضي من بينهم؛ مجيد بروزين وعثمان فضلي وسعيد المريني وهشام مفتي وعبد العزيز بنسليمان، بالإضافة إلى باحثين جامعيين وخبراء أكاديميين أثروا النقاش حول الإكراهات المرتبطة بصناعة الأبطال الرياضيين بالمغرب.