ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي المنظم أخيرا من طرف المجلس العلمي المحلي بالدارالبيضاء نصب المشرفون خيمة مفتوحة بالقرب من ولاية الدارالبيضاء الكبرى بساحة الراشدي ضمت معرضا للكتاب احتوى على أزيد من 700 عنوان، ومعرضا فنيا تشكيليا يتكون من 30 لوحة فنية، ومنشورات وكتب ومطبوعات خصص معظمها للإهداء وجناح للاستفسار الفقهي يتناوب عليه ثلة من علماء المدينة للجواب عن استفسارات المواطنين. التجديد رصدت آراء المنظين وبعض المواطنين حول هذا الأسلوب والشكل الجديدين للتواصل . اعتبر الدكتور سعيد بيهي،المتحدث الرسمي باسم اللجنة المنظمة أن الغاية والمقصود من إقامة خيمة المجلس العلمي المفتوحة هو تحقيق السياسة العامة التي وضعت لتدبير الشأن الديني من طرف أمير المؤمنين، والمتمثلة أساسا في الانفتاح الاجتماعي على كافة الشرائح والفئات والشباب منهم على وجه الخصوص، فحسب بيهي التواصل المباشر يبقى هما أساسيا للمجلس للتفاعل مع هموم المغاربة ، استجابة لتطلاعاتهم وآمالهم عن طريق توفير حد أدنى للمعرفة بالمجلس العلمي واختصاصاته، والمهمة التي أنيطت بها لتعليم الناس ما يحتاجون إليه من أموردينهم ودنياهم، مساهمة في إحداث نوع من التوازن والاطمئنان، باعتبار الإسلام أحد مقومات الشخصية المسلمة ويظل أول أساس يمكن أن تؤسس عليه أية تنمية بشرية؛ ويبقى التواصل في هذا اللون الجديد والمباشر طريقا للوصول لأمور لا يمكن أن يصل إليها المرء وهو بعيد عن الناس، وبهذا -يقول الأستاذ بيهي- يتضح الدور الكبير للمجلس العلمي والذي تبرز معه الحاجة إلى تأهيل مستمر للقيام بأسمى وظيفة في المجتمع: التوجيه والإرشاد خصوصا في ظل التساؤلات التي تطرح هنا وهناك عن تحمل المجالس العلمية مسؤولية الغياب في لعب دورها طيلة الفترات السابقة . أحسن شيء في الخيمة كان توفير اللقاء المباشر للعلماء، فقد أجمعت جل التصريحات على أن اللقاء المباشر بالعلماء، وتوفير أجواء التواصل المباشر معهم بادرة حسنة وجميلة؛ قالت عنها إحدى الزائرات: علماء يفتون في الدين بهذا الأسلوب شيء محمود ومطلوب، دون أن نتكلف معاناة الاتصال بالهاتف أو التلفزةلهذا هو أحسن شيء ميز هذا الأسبوع الأول من نوعه في المغرب ؛فالإحساس بالعالم بجانبك قريب منك بمعلومات دينية تحتاج إليها شيء نفتقده والخيمة وفرته لنا. ويضيف أحد الشباب مصرحا بأهمية الثقافة الإسلامية في حياة الناس، والتعرف على الكتاب في هذا المعرض أحد تجلياتها، معترفا بضحالة الثقافة الإسلامية لدى الشباب ، ومحبذا في الوقت ذاته استمرار فكرة التواصل المباشر كعرف لدى المجلس العلمي . وإشادة بالسابقة المحمودة، واستنكارا لمظاهرالانحراف في مهرجانات البيضاء ، أجمع الدعاة والمهتمون بالمجال الثقافي والإسلامي والدعوي من أهل المدينة على أهمية المبادرة، فوصفها عبد المجيد بن ياسين- داعية ومهتم بالمجال الثقافي والإسلامي- بالمتميزة ، وتحسب لفائدة المجلس العلمي و لرئيسه ذ / رضوان بنشقرون، مؤكدا من جانبه على ضرورة أن يخرج أهل العلم والوعظ من أجل توعية الشباب، وخصوصا حسب ابن ياسين، فئة الجمهور الذي لا يذهب إلى المساجد، وتعريف العلماء بأنفسهم للناس، ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة من مصادرها والتصدي للانحرافات والسلوكيات الشاذة . أما العربي إحسان، خطيب وواعظ بأحد مساجد البيضاء ومنسق فرع المجلس العلمي لعين الشق الحي الحسني، فقد أشاد بدوره بمبادرة نزول العلماء إلى المواطن المغربي ومخاطبته من دون أن يبقوا في برج عاجي، مضيفا أن الناس استبشروا بهذه الطريقة الجديدة خيرا، فأقبلوا على العلماء متطلعين إلى ما هم في حاجة إليه من أمور دينهم ودنياهم. الباحث طيب كريبان، دكتوراه في الدراسات الإسلامية، اعتبر مبادرة المجلس العلمي شيئا محمودا باختراقه لجدران المجلس ورحاب المساجد، ومعانقة هموم وانشغالات الرأي العام في فصل الصيف الحار، وما يموج به من إغراءات وفتن، محييا القائمين عن الفكرة ومعيبا في الوقت نفسه على ما حصل في مهرجان البيضاء الأخير من لهو وفن لا يرقى لسلوك وقيم المواطنة والدين في شيء، داعيا بدوره إلى تكثيف الجهود لمد جسور التواصل مع الشباب ، والسعي لضخ دم جديد ملتهب بالأشواق الدينية . إن الإجماع على الأسلوب الجديد للتواصل الدعوي والتربوي للمجلس العلمي بالبيضاء من شأنه التأكيد على أن الأساليب الدعوية والدينية التي تقوم بها المؤسسات الدينية بمختلف توجهاتها تحصين للذات وسمو بالفكر وتأكيد لدورالتوجيه والترشيد والتنمية، بعيدا عن كل ما يمكن أن يسيء إلى مقومات الشخصية المغربية بأبعادها الدينية والثقافية والاجتماعية؛ والمجلس العلمي إحدى هذه المؤسسات التي ينبغي لها الإضطلاع بهذا الدور وتفعيله .