تُعَدّ قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله أكثر القنوات التي تسببت في صداع مُزمن في رأس إسرائيل التي أعدت عددًا من الدراسات الإعلامية لكيفية مواجهة هذه القناة التي باتت -على حد وصف صحيفة هتسوفيه- أكثر القنوات العربية نجاحًا في بث الخوف لدى الشعب الإسرائيلي والمهاجرين اليهود. لدرجة جعلت مركز سياسة الشرق الأدنى - وهو مؤسسة بحثية موالية لإسرائيل في واشنطن- تُكلف الكاتب اليهودي آفي جوريتش بتأليف كتاب عن المنار. وقد تم افتتاح الخدمة العبرية في قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله في شهر مارس عام 0002، واعتمدت هذه الخدمة في مضمونها على بث برامج وأكلاشيهات باللغة العبرية تهدف إلى دعم الحق العربي والإسلامي في استرداد الأرض ودحر الاحتلال الإسرائيلي. وفي يوليوز 0002 قرّر حزب الله أن يبدأ بث برامجه كلها عبر الأقمار الصناعية ليغطي المنطقة العربية وأوروبا، وبالتالي أصبحت رؤية الإسرائيليين أنفسهم لمواد القناة أكثر من ذي قبل. إضافة إلى يهود العالم في الدول الأوروبية وفي الولاياتالمتحدة، لكن حزب الله كان قد بدأ تجربة بث مواد إعلامية بالعبرية لأول مرة قبل افتتاح القناة وذلك في أبريل 6991 عندما شنت إسرائيل هجومًا على الجنوب اللبناني، فقام الحزب عبر إذاعة النور المملوكة له والتي تصل إلى آخر نقطة للجنوب الإسرائيلي ببث رسائل تهديد بالعبرية للشعب الإسرائيلي كان لها أثر في إثارة الخوف داخل الإسرائيليين. ويعمل في البث العبري فريق مكون من خبراء الإعلام والشؤون الإسرائيلية يتولى الإعداد للبرامج باللغة العبرية والإشراف عليها بهدف ممارسة الحرب النفسية على الإسرائيليين. وتهدف برامج المنار الفضائية المُقدمة بالعبرية إلى التركيز على تناقضات المجتمع الإسرائيلي وإثارة النقمة على السلطة. وتسير المنار في تغطياتها في اتجاهين متوازيين: الأول يعتمد على عرض القضية بمنطق الضحية، فتركز على رصد معاناة الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة. أما الثاني والذي سبب أزمات كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي فيعتمد على التوجه المباشر إلى الإسرائيليين بالترهيب والتخويف من مصير الموت الذي ينتظرهم. وفي هذا الصدد تؤكد صحيفة هاآرتس في دراسة حول دور الإعلام العربي في الصراع العربي الإسرائيلي أن المنار: لعبت دورًا كبيرًا في التأثير على جنودنا قبل الانسحاب من الجنوب اللبناني 4250002 ، عندما نقلت لجنودنا الشعور بأن الموت سيلاحقهم واحدًا تلو الآخر في جنوب لبنان، ونجحت في استخدام لقطات حية مؤثرة على كل إسرائيلي، بفضل حشدها لخبراء في مجال اللغات والتكنولوجيا وتجنيدها لمصورين بارعين. واستدلت هاآرتس على ذلك باللقطات التي يصرخ فيها عدد من الجنود الإسرائيليين، مُطالبين قادتهم بالانسحاب الفوري من جنوب لبنان خوفًا من الموت، مُضيفة أن أشهر اللقطات تأثيرًا على المواطنين الإسرائيليين من قبل قناة المنار هي تلك اللقطة التي يظهر فيها أحد المهاجرين اليهود بعد إحدى العمليات الاستشهادية الفلسطينية مُستندًا على الحائط في موقع العملية والدماء تنزف من وجهه صارخًا بأنه سيعود لبلده الذي أتى منه، رافضًا كل ما يقال عن أرض الميعاد المزعومة. ولكن تظل المشكلة في صعوبة وصول القناة للمشاهد الإسرائيلي، حيث لا يمكن التقاطها إلا عن طريق الدش، بينما يظل نظام الكوابل هو السائد في إسرائيل.