أصيب أحد المخمرين قبل أيام قليلة بجروح بعدما سقط من أحد أدراج سوق البهجة الموجود في قلب مدينة مراكش العتيقة، وقد نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج بحضور رجال الأمن الإقليمي والشرطة السياحية، وأطلق سراحه بعد ذلك، وتعتبر هذه الحادثة حسب شهود عيان نموذجا للفوضى الأخلاقية التي بات يعرفها هذا السوق، حيث كان هذا المخمر يصيح بصوت عال ويتفوه بكلام قبيح يندى له الجبين، ويسكب ما بقي من الخمر في قارورته على المارة الذين كان من بينهم سياح أجانب أزعجهم الأمر كثيرا. والحادثة ليست حادثة معزولة بل هي القاعدة، يقول أحد تجار السوق، حيث ينتشر شرب الخمر فيه ليل نهار، ويساهم في ذلك سماسرة قادرون على جلبه من المحلات التجارية الكبرى المسماة سوبر مارشي. وكانت >التجديد< نبهت إلى خطورة انتشار المحلات الكبرى التي تبيع الخمر للعموم، وتساءل عدد من المواطنين، الذين أبوا أن يكونوا مطية للمخربين والمدمرين، حول أحقية هذه المتاجر في اقتحام البيوت والأماكن العمومية بدون سند أخلاقي ولا قانوني، ضاربة بعرض الحائط تقاليد المجتمع المغربي المسلم، ومعرضة أنفته لمزيد من الإهانة والتعسف. كما يرى بعض المهتمين خطورة هذه الظاهرة من خلال مراهنة مروجي هذه السموم، وبعد إغراق بعض الأوكار بها، على تعميمها على الشعب المغربي المسلم. وفي السياق ذاته يقول بعض تجار سوق البهجة إن تجارة المخدرات بالتقسيط باتت مربحة بالسوق، وانتشر الباعة فيه بشكل سرطاني يبيعون سمومهم للأجانب والمغاربة، ويعرضون بضاعتهم اللعينة على من لاح في ملامحه بعض من إدمان أو رغبة، بل يعرضونها على الشباب والنساء، ولم يسكت بعض التجار عن هذه الآفة التي باتت تهدد السوق بالكساد، بعدما استنكرها العديد منهم والعديد من الزوار، وقد ذهبوا إلى رجال الأمن ليبلغوا بالأمر لكن دون جدوى. يشار أن سوق البهجة يحاذي ساحة جامع الفنا الشهيرة، وبعرف حركة دؤوبة خاصة خلال فصل الصيف. وهذه الظاهرة لا تنتشر به وحده، بل عمت البلوى جميع أسواق المدينة القديمة، وتعدتها إلى الدروب والأزقة، وباتت قنينات الخمر الفارغة جزء هاما من نفايات المدينة، يعبث بها الأطفال قبل مرور شاحنة الأزبال!! عبد الغني بلوط