عمت أجواء الحزن والأسى مدينة خليل الرحمن والأراضي الفلسطينية بعد استشهاد الصحفي "مازن ناجي ضاهر دعنا" 41 عاما، مصور وكالة رويترز للأنباء في العاصمة العراقية بغداد. واستقبل أهالي الشهيد المعزين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، فيما أقامت نقابة الصحفيين بيتا للعزاء في مقرها بقطاع غزة. واعترفت قوات الاحتلال الأمريكية في العراق أن جنودها أطلقوا النار تجاه المصور التلفزيوني لوكالة رويترز. إلى الرويشد وبغداد وكلفت وكالة رويترز للأنباء الصحفي الشهيد منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق بتغطية الأحداث حيث بدأ العمل في منطقة الرويشد على الحدود الأردنية العراقية ثم عاد إلى فلسطين ليعود ثانية قبل أسابيع إلى العاصمة بغداد. وأرسلت التعازي من كافة الأطر الصحفية والقوى الوطنية والإسلامية ووكالات الإنباء المحلية والدولية والمواطنين الفلسطينيين في الضفة وغزة إلى ذوي الشهيد. وأصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية ونقابة الصحفيين بيانين منفصلين نددنا فيهما بالاعتداء على الصحفي دعنا واستمرار استهداف الصحفيين مطالبة بوضع حد للاستهتار بحياة البشر وخاصة الصحفيين. وطالبت وزارة الإعلام الفلسطينية "كافة الاتحادات الصحفية العربية والدولية بفتح تحقيق دولي في هذه الجريمة وكشف المجرمين القتلة الذين ارتكبوا هذه الجريمة ومحاسبتهم". كما طالبت كتلة الصحفي الفلسطيني قوات الاحتلال الأمريكي بتحمل المسئولية الكاملة عن مقتل الصحفي دعنا وما يترتب على ذلك من تبعات أخلاقية وإنسانية و قانونية و مادية. احتجاجات ونظم الصحفيون الفلسطينيون العاملون في مدن الضفة الغربية مسيرات احتجاجية، فقد انطلقت من أمام مقر بيت الصحافة الفلسطيني في الخليل الذي أسسه دعنا واتجهت إلى مقر التواجد الدولي المؤقت في المدينة حيث سلموا رسالة احتجاج لممثلي ست دول مشاركة في التواجد الدولي. وأعلن الصحفيون عن مؤتمر صحفي عن وصول جثمان الشهيد لفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين والمطالبة بوضع حد للاعتداءات على الصحفيين. وفي مدينة بيت لحم نظم الصحفيون جنازة رمزية للشهيد، منددين بالاحتلال الأمريكي ورافعين لافتات تشجب جريمة اغتيال دعنا الذي ارتبط بعلاقات صداقة مع معظمهم. قتل بدم بارد واتهم "نظمي دعنا" شقيق الشهيد القوات الأمريكية بقتل شقيقه عمدا بدم بارد. وقال في تصريح لمراسلنا "إن قوات الاحتلال استهدفت مازن بالرصاص مع أنها تعلم أنه صحفي وهي التي منحته تصريحا لتصوير سجن أبو غريب من الخارج". وأضاف: كان يعكف مازن على إعداد تقرير مصور يظهر الخسائر الأمريكية الكبيرة يوميا في العراق وكيف يقوم الأمريكيون بدفن جثث قتلاهم في الصحراء في أكياس بلاستيكية. وأوضح دعنا أن قوات الاحتلال رفضت نقل جثة الشهيد إلى الأردن مباشرة بطائرة مدنية وأصرت على نقله إلى الأردن برا، لكن بعد جهود كبيرة من وكالة رويترز سمح بنقل جثته فقط من بغداد إلى الكويت من خلال طائرة عسكرية ليتم نقل من هناك إلى الأردن بطائرة مدنية ومنها إلى مسقط رأسه في مدينة الخليل بفلسطين. وذكر شقيقه أن الشهيد كان يعتزم العودة إلى الأردن يوم الاثنين الماضي إلا أن تكليفه بمهمة تصوير سجن أبو غريب أجلت سفره إلى الاثنين، حيث كان من المفترض أن يلتقي مع زوجته في الأردن لحضور حفل زفاف أحد أقاربه. عدو المستوطنين ويعد دعنا من أبرز المصورين الصحفيين الفلسطينيين وعمل بمدينة الخليل منذ نحو خمسة عشر عاما، وتعرض خلال عمله في الخليل لاعتداءات مختلفة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال . وحصل الشهيد الذي عرف بجرأته وقدرته على تحدي الصعاب على عدد من الجوائز الدولية والمحلية منها جائزة حرية الصحافة الدولية لعام 2001م. الخليل –عوض الرجوب