أشاد أساتذة وباحثون في العلاقات الدولية وشؤون الساحل والصحراء، أول أمس الأحد بمرزوكة، بتبني المغرب لمقاربة دبلوماسية وتنموية في التعاطي مع النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية. وأشار الأساتذة، الذين شاركوا في ندوة أقيمت على هامش الدورة الرابعة لمهرجان مرزوكة للموسيقى العالمية، المنظم ما بين 7 و10 أبريل الجاري، حول "الصحراء المغربية والأمن الإقليمي"، إلى تجاوز المملكة لمنعطف التدبير السياسي للنزاع، والتركيز على البعد التنموي في شقيه الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما يعتبر اجتهاذا له تأثيره على مستوى القانون الدولي. وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ومدير المركز المغربي للدبلوماسية وحوار الحضارات، عبد الفتاح بلعمشي، إن المدخل التنموي في التعامل مع القضية، يعد خيارا استراتيجيا أكسب المغرب نقاطا إيجابية عززت موقفه في مسار النزاع المفتعل حول الصحراء، وهو ما عكسته الميزانيات الضخمة التي خصصت لدعم أوراش التنمية بالأقاليم الجنوبية. وتأتي المقاربة التنموية، حسب بلعمشي، لتدعم المجهودات التي بذلها المغرب في مجال التعاون القضائي والأمني وفي مجال تعزيز التماسك الحضاري، إضافة إلى مساهماته في تدبير ملفات الهجرة ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، وحرصه على استثباب الأمن بالمنطقة. من جهته، أكد الخبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء الأستاذ صبري لحو، أن الأزمات الأخيرة التي شهدها ملف الصحراء المغربية، أبانت عن الحاجة إلى الاهتمام بالجانب القانوني والبعد الدولي في تدبير القضية، وذلك من خلال دعم الفقهاء المغاربة في المجال، لنقل الحجة والمرافعة المغربية إلى المنتظم الدولي. ودعا لحو إلى تأسيس دبلوماسية موازية مركزة ومؤطرة لا تكرر المواقف والمبادرات، ووضعها في سياق يخدم قضية الوطن الأولى، ويعزز المسار التنموي الذي اتبعه المغرب، خدمة لجوهر مقترح الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة والانفتاح على العمق الإفريقي. بدوره، تطرق الخبير الاستراتيجي في قضايا الساحل والصحراء الأستاذ عبد الفتاح الفاتيحي، إلى البعد التاريخي في التعاطي مع قضية الصحراء، ودور الارتباط الديني والثقافي والروحي الوثيق للقبائل الصحراوية وبعض قبائل دول الساحل والصحراء بإمارة المؤمنين في تعزيز موقف المغرب. وقال الفاتيحي إن المغرب اعتمد في السنوات الأخيرة، على مقاربة عملية جسدها خطاب جلالة الملك في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، وهي مقاربة تستوعب العمق التاريخي لحرص المملكة على الأمن الإقليمي بمنطقة الساحل والصحراء، وتؤسس لمسار جديد للتعاون جنوب – جنوب يلعب فيه المغرب دورا رائدا ومحوريا.