من منا لم يشعر في يوم ما وخصوصا في بعض المواقف بالغثيان والدوخة والتعرق وحتى فقدان للوعي أو ما نسميه نحن "بالسخفة "… كلها علامات للضيق المبهم ( malaise vagal) وهو يعد أهم أسباب الإغماء و أكثرها شيوعا ولحسن الحظ لا يعد بالخطير ولكن من الأفضل التعرف على ما يجب القيام به في حال حدوثه. هذا الانزعاج سببه نشاط مفرط للعصب المبهم، هذا العصب يمنع القلب من الضرب بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم الذي لا يصل بكميات كافية إلى الدماغ وهذا ما يتسبب في فقدان الوعي. يمكن للعديد من العوامل أن تحفز نشاط العصب المبهم، وتتسبب بالشعور بالضيق المبهم و منها: الإجهاد، التواجد في الأماكن المزدحمة و الحارة، صدمة عاطفية، الألم الحاد، أنواع الرهاب المختلفة (رؤية الدم مثلا )، الوقوف لفترات طويلة، التبول، الحمل …. و في بعض الحالات قد يكون نتيجة لعوامل وراثية. أما عن العلامات فهي تكون بداية عبارة عن شعور بخفقان القلب، واضطرابات بصرية كظهور حجاب أسود أمام أعين، الدوخة، الشعور بالضعف العام، الرعشة،التنمال والهبات الساخنة ثم يأتي بعد ذلك فقدان تام للوعي والذي يكون مؤقتا وعادة ما يتذكر الشخص الأحداث التي سبقته. عندما تشعر بأنك على وشك الإغماء فحاول الاستلقاء أو جلوس القرفصاء، وإذا كنت جالسا، فمن الأفضل أن تبقى كذلك ولا تحاول الوقوف أبدا. يختفي الشعور بالإغماء في معظم الأحيان بشكل عفوي وسريع. وإذا ما استمر فإنه من المستحسن الاستلقاء على الظهر مع رفع الساقين لتشكل 90 ° مع الأرض وذلك باتكائهما على جدار أو كرسي أو بمساعدة شخص آخر هذه العملية ستمكن من تسريع مرور الدم من الساقين إلى القلب ومنه إلى الدماغ … ثم انتظر اختفاء كل العلامات وعودتك إلى حالتك الطبيعية قبل الشروع في القيام تدريجيا. ورش الوجه بالماء البارد هو مفيد أيضا في هذه الحالات. وإذا استمر فقدان الوعي لفترة طويلة أو إذا كان المريض يعاني من أمراض القلب أو السكري فوجب حينها نقله إلى المستعجلات… الضيق المبهم هو حميد تماما ولا يتطلب أي علاج طبي، إلا أنه في حال تكرار الأزمات أو إذا كانت مرفوقة بأعراض غير الأعراض النمطية وجب حينها استشارة الطبيب ليقوم بإجراء بعض الفحوصات و التحاليل و البحث عن أسباب أخرى ممكنة …. وأخيرا فإن التدابير الوقائية تساعد كثيرا على الحد من ظهور هذه الأزمات وهي تتلخص كالتالي: اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع شرب السوائل بكثرة، النوم الكافي والمنتظم وكذلك ممارسة نشاط بدني، كما يمكن الاستعانة بتمارين اليوغا والاسترخاء فهي مفيدة جدا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الإغماء بشكل متكرر.