طرفاي : قطاع الصحة في المغرب سيعرف أزمة خطيرة بسبب الخصاص المهول في عدد الممرضين يخوض موظفو قطاع الصحة بالمغرب اليوم الأربعاء وغدا الخميس إضرابا يشمل كل المصالح الصحية. ويأتي هذا الإضراب، حسب الدكتور عبد القادر طرفاي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع الصحة، بعد تملص الحكومة من مجموعة من الوعود، إضافة إلى ملف الأعوان الذين توقفت ترقيتهم منذ سنوات، في الوقت الذي تفكر فيه الدولة في حذف السلاليم الدنيا، والنقص الحاد في وسائل العمل على كل المستويات، ثم الخصاص المهول في عدد الممرضين. وأضاف طرفاي: "أعتقد أن قطاع الصحة العمومية سوف يعرف أزمة خطيرة في السنوات القادمة بفعل هذا الخصاص ، والوزارة لم تتخد أي تدابير لتفادي هذه الأزمة". وعن علاقة الإضرابات المتتالية لقطاع الصحة بملف التغطية الصحية، أعرب طرفاي عن "أن قطاع الصحة غير مهيأ لتطبيق التغطية الصحية، لكون العديد من الأجهزة المرتبطة بتطبيق التغطية الصحية غير مؤهلة. فالتعاضديات تعيش أزمة هيكلية خطيرة، آخرها ما حدث في التعاضدية العامة للموظفين من تمديد صلاحية المجلس الإداري ثلاث سنوات بدون وجه حق، الأمر الذي يعني غياب رقابة على تلك الأجهزة المفروض فيها أن تقود مسلسل تعميم التغطية الصحية الإجبارية". ويؤكد طرفاي أنه "لا قطاع الصحة ولا الصناديق مؤهلة لإنجاح تطبيق المدونة، سواء من حيث ديمقراطية المؤسسات أو من ناحية الموارد البشرية". وعن الزيادة في التسعيرة في المستشفيات العمومية، قال طرفاي إن "المشكل لا يتعلق بالتسعيرة بقدر ما يتعلق بتردي الخدمات المقدمة للمواطنين، وغياب العدالة والإنصاف في توزيع الخدمات الصحية سواء على مستوى الشرائح الاجتماعية أو على المستوى المجالي". يذكر أن الإضراب الحالي، والذي دعت إليه النقابات الصحية الخمس الأساسية يأتي، حسب علي لطفي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة العمومية، للاحتجاج "على عدم استجابة الحكومة للحد الأدنى من مطالب شغيلة القطاع الصحي"، وأضاف لطفي أن "أغلب التجهيزات أصبحت معطلة، وبعض المركبات الجراحية لا تشتغل، ومشكل المركب الجراحي ابن سينا مازال مطروحا". وأردف لطفي قائلا: "المقاربة الحكومية للقطاع الصحي مقاربة اختزالية، ولعل أية استراتيجية لا يمكن أن تنجح إلا إذا انخرط فيها كل الفاعلين الأساسيين في القطاع الصحي الوطني". علي الباهي