توفيت المهندسة المعمارية العراقية-البريطانية، زها حديد، الفائزة بجائزة بريتزكر عام 2004، أرقى جوائز الهندسة، اليوم الخميس، عن 65 عاما إثر إصابتها بأزمة قلبية في مستشفى بميامي بالولايات المتحدة، كما أعلن مكتبها في لندن. وكان المغرب قد اختار المهندسة الراحلة ، زها حديد، لتتولى عمليات إنجاز مسرح الرباط الكبير، الذي بدأت فيه الأشغال منذ سنة، ويحمل شكلا حداثيا مبتكرا، ويراعي الحمولة التاريخية للمنطقة والفضاء الذي يميزه الماء وأصالة المباني المجاورة لعاصمة المغرب. ولدت في بغداد 31 أكتوبر 1950 وهي ابنة وزير المالية الأسبق محمد حديد، الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة (1958-1963). درست زها حديد في بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، وحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت 1971. تخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية "AA" أو "Architectural Association" بلندن، وعملت معيدة في كلية العمارة 1987. انتظمت أستاذةً زائرة أو استاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا وأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل، كما درّست العمارة في الجمعية المعمارية في لندن (1972-1977) حيث مُنحت شهادة الدبلوم عام 1977. تميزت زها حديد بنشاط أكاديمي واضح منذ بداية حياتها العملية، فقد بدأت التدريس في الجمعية المعمارية؛ وكانت بداية نشاطها المعماري في مكتب ريم كولاس وإليا زنجليس أصحاب مكتب OMA، ثم أنشأت مكتبها الخاص عام 1978. وفي عام 1994 عينت أستاذة في منصب كينزو تاجيه، في قسم التصميم (الدراسات العليا) بجامعة هارفارد، ومنصب سوليفان في جامعة شيكاغو بمدرسة العمارة كأستاذ زائر. كما ألقت سلسة من المحاضرات في أماكن كثيرة من العالم، وهي أيضاً عضوة شرف في الأكاديمية الأمريكية للفنون والأدب والمعهد الأمريكي للعمارة. أقامت زها حديد العديد من المعارض الدولية لأعمالها الفنية تشمل التصاميم المعمارية والرسومات واللوحات الفنية؛ وتشكل أعمالها جزءاً من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث بنيويورك، ومتحف العمارة الألمانية في فرانكفورت. تميز أسلوبها في العمارة تتميز أعمال زها حديد باتجاه معماري واضح في جميع أعمالها وهو الاتجاه المعروف باسم التفكيكية أو التهديمية، وهو اتجاه ينطوي على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، كما أنها تستخدم الحديد في تصاميمها بحيث يتحمل درجات كبيرة من أحمال الشد والضغط، تمكنها من تنفيذ تشكيلات حرة وجريئة. وفقاً لتصنيف جينكز لعمارة التفكيك، فإن أعمال زها حديد تقع ضمن الاتجاه البنائي الحديث New constructivism وأطلق على أعمال زها حديد اسم (التجريد الديناميكي). تسنى لزها حديد أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، كما حصلت على جائزة بريتزكر المشهورة في مجال التصميم المعماري، حيث تعادل في قيمتها جائزة نوبل، وبذلك تصبح زها أول امرأة تفوز بها منذ بدايتها التي يرجع تاريخها لنحو 25 عاماً. كما أنها أصغر من فاز بها سناً وكان ذلك عام 2004. كما فازت المهندسة العراقية بأرفع جائزة نمساوية عام 2002، حيث حصلت على جائزة الدولة النمساوية للسياحة. واُختيرت زها كرابع أقوى امرأة في العالم في 2010 بحسب تصنيف مجلة التايمز. وحصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية، واختيرت كأفضل الشخصيات في بريطانيا عام 2012. وأعلن المعهد الملكي البريطاني للهندسة المعمارية عن فوز المعمارية زها حديد بالميدالية الذهبية للعمارة لعام 2016. وأصبحت أول امرأة تحصل على هذه الجائزة التي هي أعلى تكريم يقدمه المعهد الملكي البريطاني اعترافاً بالإنجاز التاريخي في مجال الهندسة المعمارية. أنجزت زها حديد العديد من المشروعات، وفازت في مسابقات معمارية عديدة، ومن هذه المشروعات ما تم تنفيذه ومنها ما تحت التنفيذ. ومن أهم هذه المشروعات محطة إطفاء الحريق في ألمانيا، متحف الفن الحديث في مدينة سينسيناتي بأمريكا، مركز الفنون الحديثة في روما، معرض منطقة العقل في الألفية بلندن، جسر في أبوظبي، محطة لقطار الأنفاق في ستراسبورغ، المركز العلمي في ولسبورغ، محطة البواخر في سالرينو، مركز للتزحلق على الجليد في انسبروك، والمركز الرئيسي لشركة بي إم دابليو بألمانيا، وأحد ملاعب مونديال قطر 2022. ونالت زها حديد جائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014؛ وذلك لتصميمها مركز حيدر علييف في باكو بأذربيجان، وتعد حديد أول امرأة تفوز بالجائزة الكبرى في المسابقة التي دشنت منذ سبع سنوات.