قدمت الكنيسة المسيحية وثيقة وصفت بالهامة لاستقبال المهاجرين بدون أوراق قانونية وطالبي اللجوء بأوروبا. وقالت اللجنة الكنيسة المختصة بالمهاجرين ورجال الأسفار إنها تفكر في مشروع إنساني يستحضر روح المسيح في تكريم الإنسان، لتسوية وضعية المهاجرين بدون أوراق قانونية وطالبي اللجوء واستيعابهم. وأشار القس جون لوك برينين أنه لا يحق للكنيسة أن تخرق القوانين، ولكن بصفتها رئيسة لجنة المهاجرين وباسم إنجيل المسيح لا ترضى بأن تلطخ كرامة الإنسان. ونقلت جريدة لاكروا الفرنسية الخميس المنصرم في مقال تحت عنوان: الكنيسة واستقبال المهاجرين بدون أوراق مسار تحرك الكنيسة والفاعلين الجمعويين لتسوية وضعية المهاجرين بأوروبا القادمين من الجنوب خاصة بفرنسا. وقال جون لوك برينين إنه لا يمكن إخفاء انشغال الكنيسة المسيحية بموضوع المهاجرين الموجودين في وضعية غير طبيعية، وأمام الحالات المسكوت عنها يتابع جون >فالمسؤولون عن الكنيسة محتارون ومتخبطون<. وذهبت وثيقة الكنيسة إلى أبعد من استيعاب المهاجرين بدون أوراق إلى التفكير في وسيلة ناجعة لتشمل كل الموجودين بأوروبا، مقترحة رؤية شمولية لحل المشكل، ديمغرافيا، واقتصاديا وتشريعيا وأنتروبولوجيا وإثنيا. وأوضح كاترين ويتول، مدير أبحاث اجتماعية أن كل دولة أوروبية لا تتحمل مسؤوليتها وتحاول أن تصلح الوضع بصورة فردية، لكن جون هافنر، من أعضاء إغاثة الكنيسة، أعلن أن القوانين الجديدة حول المهاجرين سيتم التصويت عليها في الشتاء المقبل بفرنسا، ومن شأن هذه القوانين أن تثير عدم الأمان لدى هؤلاء الأشخاص. أما جون لوك برينين فيعود ليؤكد أن الوثيقة لا تحاول إعطاء درس للمجتمع، ولكن تحاول تقديم وجهة نظر تتعلق بتديننا أي كيف نتقبل الآخر، موضحا أن هذا المشروع ليس معناه قبول الكنيسة بهؤلاء المهاجرين داخلها. وتعمل لجنة القساوسة على دراسة ملف عندما يصبح القانون مفرقا بين الأشخاص أو إلى أي حد يكون الرفض المدني محترما لدى الكنيسة؟، ولكن كل أشكال التحرك تبقى غير معللة، رغم أن الكنيسة ستشارك في اللجان الإعلامية والتكوين واستيعاب المهاجرين. وإذا كان استيعاب المهاجرين يشكل انشغالا لدى المسيحيين، فإنه أيضا، حسب كاتب المقال إيزبيل دوكولمين يمثل شعورا لدى يوحنا بولس الثاني بالحاجة إلى وضع تصور جديد للرحمة. ويأتي هذا الاهتمام الكنسي بطالبي اللجوء والمهاجرين متزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للاجئين(20 يونيو من كل سنة)، والذي يسعى إلى إلقاء الضوء على أحوال اللاجئينالمنسيين وأوضاع اللجوء التي توارت على الأنظار وتعزيز التزام الدول بأوضاع اللاجئين والنازحين ورفع الوعي بمعاناتهم. وهو ما أشار إليه أيضا التقرير السنوي لسنة 2004 حول الموضوع، إذ نبه على الانتهاكات التي يواجهها طالبو اللجوء والمشردون المهاجرون عند الرحيل أو العبور أو الوصول أو الإقامة أو العودة. إن اقتراح الكنيسة الجديد حول إدماج المهاجرين بقدر ما يفصح عن انخراط الكنيسة في قضايا المجتمع وتوجيهها لقضايا الشأن المدني، فإنه يكذب من جهة أخرى كل الآراء العلمانية، التي تدعي انسحاب الكنيسة عن الشأن السياسي والمدني، ويكفي أن نعلم أيضا أن كتابة لفظة مخلص في ذيل كل مراسلة إدارية في الغرب يعني السماح باقتطاع نسبة مالية للكنيسة. فتحرك الكنيسة وتقديمها لمشروع يهم قانون الهجرة بإشكالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يخالف ما تذهب إليه تحاليل في بلدان إسلامية عديدة لتنحية الإسلام عن تدبير الشأن المدني والاستشهاد بوضع الكنيسة في تدبير الشأن العام. عبدلاوي لخلافة