رفعت التلميذة أمينة العيكر (الجذع المشترك، أكادير) رسالة مطولة للسيد وزير التربية الوطنية والشباب لتعبر عن خيبة أملها في النظام التربوي، جاء فيها >... بعد 6 أشهر لم تعد تلذ لي الدراسة لما صرت أشاهده من أمور غريبة عن تربيتي... فقد صرت أرى أستاذي وهو يغازل الفتيات داخل الفصل ويصطحبهن معه إلى البيت، والأمر عادي جدا، فالعديد من الأساتذة يمارسون العادة نفسها، ولكن ما أثار استغرابي... هو أحد الأساتذة، الذي تجده كل يوم مع واحدة في مقهى ويعدها أنه سيساعدها خلال مسارها الدراسي... لقد تجاوز عدد رفيقاته 15 تلميذة في ظرف ستة أشهر، فما بالكم بالسنوات الماضية ...دوما تساءلت أين هو المربي الصالح... الذي كاد أن يكون رسولا؟ أين أستاذي من هذه المكانة النبيلة التي لا يجب أن يتقمصها إلا صاحب خلق وتربية... أتأسف وأتحسر على مؤسساتنا التعليمية التي تحتاج إلى نوع من الرقابة والضبط... أناشد بقية الأساتذة الغيورين على مهنة التعليم أن يقوموا بفعل أمر بإمكانه إيقاف تصرفات أستاذي وأمثاله، وأقدم تحية تقدير وإجلال إلى بقية أطر التعليم الغيورين ...< انتهى كلام التلميذة أمينة. قصد رفع الغبن الذي يشعر به التلاميذ، وحرصا على إشراكهم في هندسة الحياة المدرسية وتربيتهم على المواطنة وحقوق الإنسان، نقترح على الوزارة تفعيل الجانب التطبيقي من هذه التربية من خلال تشجيع التلاميذ على تأسيس الجمعيات والأندية داخل المؤسسات التربوية يصرفون عبرها قناعتهم حول المواطنة ويتدربون عليها، من مثل: جمعية محاربة التحرش الجنسي داخل المؤسسة وفي محيطها، وجمعية نزاهة المراقبة المستمرة، وغيرها ..إذ ذاك ستشعر أمينة وأمثالها أنها انتقلت من عهد إلى عهد تربوي جديد، فلا تربية على المواطنة في بيئة تذبح فيها القيم الوطنية مئات المرات ابتداء من التحرش وانتهاء بالدروس الخصوصية والحرمان من حق الاطلاع على أوراق الاختبارات الموحدة، وبينهما مالا أذن سمعت. كما أن التربية على المواطنة تقتضي إعادة النظر في القوانين المنظمة للحياة المدرسية ورفع التناقض الحاصل بينها، وفي هذا الصدد نسوق الصورة التالية على سبيل المثال لا الحصر: إن الوزارة الوصية تحرص على إشراك تلميذ التعليم الثانوي الإعدادي في الشأن التعليمي من خلال برلمان الطفل (رغم المؤاخذات الموجهة على مستوى التنظيم والاختصاص...) وفي الوقت نفسه تجرد التلميذ من الفئة نفسها من حق التآمثيلية في مجلس تدبير المؤسسة الإعدادية. إعداد: محمد منتصر