نظمت أخيرا مفتشية دائرة سيدي إسماعيل بأولاد افرج بإقليم الجديدة ندوة إقليمية تحت شعار أثر المتدخلين في الحياة المدرسية على جودة التعليم بالثانوية الإعدادية المسيرة. وتأتي هذه الندوة في سياق التجديد التربوي، الذي يهدف إلى إرساء ثقافة وتقاليد جديدة في تدبير الحياة المدرسية، والتي تتمثل في أسلوب المشاركة الفعلية والعملية في الحياة المدرسية لشركاء المؤسسة التعليمية، قصد تحسين جودة التربية والتكوين. وقد كانت هذه الندوة نقطة التقاء بين ممثلي المصالح المركزية لوزارة التربية الوطنية، كالمفتش العام للشؤون التربوية، ومدير ديوان الوزير، ورئيس قسم الحياة المدرسية بالوزارة، وكذا الفعاليات الجهوية للتربية والتكوين، وممثل النيابة الإقليمية، وبين مختلف فعاليات المجتمع المحلي من برلمانيين ورؤساء الجماعات، ورؤساء جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ، بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات الفاعلة والنشيطة، وغيرهم من الأساتذة ومديري مختلف المؤسسات التربوية بتراب الدائرة. وتدخل المفتش العام للشؤون التربوية، خلال هذه الندوة، ليقارب مختلف المتغيرات التي تتحكم بشكل أو بآخر بجودة التعليم، لينتهي إلى الإقرار بأن الجودة تكمن في ذات الإنسان، معللا ذلك بنتائج إحدى دراسات منظمة اليونسكو في هذا الاتجاه، وقال إن أهم شيء في الجودة هو ترسيخ المحبة في العلاقات بين الأستاذ والمتعلم. أما باقي التدخلات، فتناولت موضوع الحياة المدرسية من مختلف الجوانب، وبارتباطه بالجودة التي باتت أمرا تشاركيا وليس وقفا على وزارة التربية الوطنية والشباب فقط. وانبثقت عن هذه الندوة ورشات همت ثلاث مجالات وهي: الفضاءات المدرسية، الإيقاعات المدرسية، والمتدخلون في الحياة المدرسية، وانتهت بتوصيات هامة أكدت في عمومها على ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية للمؤسسات التربوية، وأثبتت المرتكزات الأساسية للحياة المدرسية، كما اعتبرت المؤسسات التعليمية فضاءات للتربية والتكوين، ومجالا لممارسة المتعلمين لحقوقهم واحترام واجباتهم، وتنمية قدراتهم الفطرية واستعداداتهم الغريزية. وأكدت على تأهيل المتعلم بإشراكه في الشأن العام للمؤسسة التربوية بدءا بتعاونية القسم، والتعاونية المدرسية والجمعية الرياضية، وكذا الاهتمام بالتكوين المستمر، وتقوية التواصل بين هيئة التدريس والمتعلمين، بالإضافة إلى تفعيل دور الفاعلين الجمعويين للتقليص من الأمية. وتم الحث على ضرورة الانفتاح على جمعيات المجتمع المدني، وإقامة شراكات مع الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية لتوفير شروط الانفتاح، وإصدار نشرة داخلية لتقوية التواصل وإعادة النظر في بعض بنود مقرر وزارة التربية الوطنية الخاص بتنظيم السنة الدراسية، والاهتمام بالسكن الوظيفي والعالم القروي. واعتبر جل المتتبعين هذه الندوة نقلة نوعية بالإقليم، وخطوة إيجابية نحو تحقيق جودة التعليم، وتفعيل مقتضيات ميثاق التربية والتكوين، وخلق تواصل ثقافي حقيقي ومتميز بين المؤسسة التربوية ومحيطها الاجتماعي. يشار إلى أن هذه الندوة تابعت أشغالها الصحافة الإقليمية وحضرها الشركاء الاجتماعيون والاقتصاديون ورؤساء المصالح، والجماعات المحلية، وجمعيات الآباء وجمعيات المجتمع المدني ونوادي دار الشباب... عبد الرحيم مفكير