وقفات على طريق الدعوة مع كل من نذر نفسه راضيا مطمئنا للسير على هذا الطريق متأسيا بالمبعوث رحمة للعالمين وأصحابه من بعده، سائلين الله ربي وربكم أن يجعل دعوتنا دعوة مباركة موفقة بإذنه جل في علاه. الوقفة الأولى: إنكار الذات والعمل لله وفي الله ولأجل الله، ولا تنتظر الشكر أو المدح من أحد. الوقفة الثانية: الدعوة في كل مكان وزمان، تكون دعوة بالحال، فعلى الداعي أن يكون قدوة حسنة لمدعوييه، ولك بعد ذلك أن تختار طريقتك حسب مؤهلاتك، فإن كنت ذا أسلوب جميل فادع بقلمك وإن أعطاك الله من فضله فادع بشراء الكتب والأشرطة ووزعها... الوقفة الثالثة: تحر النصح بانفراد وتجنبه في الجماعة، لكن لا بأس إن كان المنكر عاما وليس مخصصا لأحد من إنكاره على الملإ، أما إن كان يخص أحدا بعينه فانصحه على انفراد حتى لا يحسبه معايرة. الوقفة الرابعة: مخالطة المدعويين ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم حتى تصل إلى قلوبهم، وأنصت لابن مسعود رضي الله عنه وهو يصف هذه المخالطة، فيقول: «خالطوا الناس وزايلوهم وصافحوهم ودينكم لا تكلموه»، والمزايلة هي بمعنى البراءة القلبية ولا تكلموه بمعنى لا تجرحوه. الوقفة الخامسة: الكلمة الطيبة، كلمة تسر السامع، تحدث أثرا طيبا في نفسه، كلمة لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس كلمة تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر، وتذكر قوله تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون}. الوقفة السادسة: البسمة الغالية يا رفاق الدرب فإنها مصيدة المودة، واسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». الوقفة السابعة: الصبر الصبر إخوتي في الله على مشاق الطريق (لا يأس ولا انقطاع ولا تذمر من أذى المدعوين) واعلموا أن الله تعالى مع الصابرين ويحب الصابرين وأوجب لهم الجزاء بغير حساب. الوقفة الثامنة: الصفح أحبتي في الله، صفح نقابل به إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران. الإدريسي الخمليشي رضوان الرباط