قررت نيابة أمن الدولة العليا مساء أول أمس الأحد تجديد حبس 23 من الإخوان المسلمين بمصر خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيق، وكانت قد قررت مساء السبت تجديد حبس 34 منهم خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيق. وأفاد موقع الإخوان المسلمين أن السلطات المصرية كانت قد ألقت القبض في 15 مايو الماضي على 58 من إخوان مصر، بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، والعمل على قلب نظام الحكم بالقوة، وتسفير الشباب إلى مناطق النزاع الساخنة في فلسطين والعراق. وأضاف الموقع أن >المجموعة قد تعرضت لكافة أنواع التعذيب على أيدي زبانية مباحث أمن الدولة، لانتزاع اعترافات حول جرائم لم يرتكبوها، أدت إلى إصابة بعضهم بإصابات خطيرة، مما دفعهم إلى المطالبة بالعرض على المحامي العام لنيابة أمن الدولة لإثبات وقائع التعذيب، التي طالت حتى الأماكن الحساسة في الجسد، والذي أمر بعرضهم على الطبيب الشرعي لإثبات وقائع التعذيب التي تتعارض مع القانون والدستور، وتتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان<، خاصةً وأن هذه المجموعة على ذمة قضية، ولا يحق لجهاز مباحث أمن الدولة (المعني بمطاردة الفصائل السياسية المناهضة للنظام الحاكم في مصر) أن يقوم بخطفهم من السجن إلى مقر مباحث أمن الدولة، المعروف بسمعته السيئة، لممارسة أبشع أنواع التعذيب. وفي السياق ذاته أكَّد المرشد العام للإخوان المسلمين، الأستاذ محمد مهدي عاكف، أن >موقف كل الصادقين المخلِصين من أصحاب الفكر والرأي في هذه الأمة هو موقف كريم من جماعة الإخوان المسلمين، ولذا فالاحترام متبادلٌ بينهم وبين الإخوان، حتى ولو خالفوهم في الرأي، أما الذين يمدون أيديَهم لأعدائنا وأعداء هذه الأمة بالسؤال، ويمدَّون إلينا أيديَهم بالإساءة والعدوان فلا قيمة لهم عندنا، وهم في النهاية من المهزومين إن شاء الله تعالى<. وأضاف عاكف في كلمته التي ألقاها في عزاء الشهيد المهندس أكرم زهيري، باعثًا الأملَ في نفوس الآلاف من أبناء الدعوة، الذين توافدوا لحضور عزاء الشهيد: >واجبنا أيها الأحباب ألا يصيبَنا همٌّ ولا حزن، وكما يقول المولى عز وجل (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139).. اطمئنوا أن الرسالة التي نحملها والدين الذي نعتز به هو رسالتنا في هذه الحياة، وقائدنا إلى الجنة في الآخرة إن شاء الله تعالى... ليس لنا سواها، فلنحرص أيها الأحباب على الالتزام بمنهج هذه الجماعة حتى نلقى الله إما منتصرين أو شهداء إن شاء الله<. وحول تقييم المرشد العام للواقع قال: >أوجِّه رسالتي هذه إلى النظام، وإلى الأجهزة المتخلِّفة بكل معنى التخلُّف، والتي لا تراعي الله عز وجل في عملها، ولا تتقي الله في هذا الشعب... إننا عندما نتحاور مع العاملين في بعض مؤسسات الدولة نجد عندهم ذات فهمنا ونفس إحساسنا بالوطن وقضاياه، ثم بعد ذلك نجد التصرف الذي ترونه، عجب يفضي إلى عجب، غير أن المتابع المتأمل للموقف يتأكد له أن هناك من يصادر إرادة هذه الأجهزة، وأن هناك من يريدون المحافظة على مصالحهم<. وأكد فضيلته أن مأساة النظام المصري في أن المصالح هي التي تحرك مكوناته، قائلاً: >لقد سمعت من كثيرين ممن ينتمون إلى الأحزاب والقوى السياسية من يقول: أنا لا أريد السجن، بالرغم من أن فهمه للواقع، وتقديره للظروف والأحوال التي يعيشها شعبنا وأمتنا مثل فهمنا وتقديرنا، لكنه يقول أنا لا أريد السجن، أما نحن فنقول لهم كما قال الأستاذ مأمون الهضيبي يومًا لأحد المسئولين: >إننا سوف نظل نقول إن الإسلام هو الحل حتى ولو كنا على أعواد المشانق<. وقد بعث المرشد رسالةً إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك يقول فيها: >أنا مشفق على الرئيس من أخطاء بعض رجاله!! وأنا وهو على أبواب الآخرة سنذهب إلى الله ونحتَكِم إليه.. ماذا نقول لرب العالمين عن هذا التخلُّف الذي وصلَت إليه مصر في كل شيء؟! من أول الصفر الرياضي إلى الصفر الاقتصادي... في كل شيء تخلُّف.. وسيُسأل عنه الرئيس لأنه هو الراعي... كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته<. إ.ع