ناقش المؤتمر الإسلامي الأول للإرشاد المنعقد فى العاصمة اليمنية، الذي انتهت أشغاله يوم أمس، عدة محاور حول التسامح الإسلامي ودور المسجد في أداء رسالته بالوعظ والإرشاد وبما يحقق الوسطية في الإسلام. وأكد في توصياته على ضرورة إنهاء احتلال العراق وعلى أهمية وحدة العراق بعيدا عن العصبية المذهبية والأثنية. وشدد المؤتمر على فرضية الجها، وأنه فرض عين أو كفاية، بالمال أو بالنفس، ينبغي تلبيته كلما دعا ولي الأمر إليه لدرء خطر داهم على حياة الأمة أو دينها أو عرضها أو أرضها. وأوصى المؤتمر المجتمعات المسلمة بالتصدي لظاهرة الإرهاب، وانتهاج الأسلوب العلمي في تعريف جريمة الإرهاب وأسبابها وأسس معالجتها واستئصالها. أكدت توصيات مؤتمر الإرشاد الأول الذي نظمته وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، على أن ظاهرة الغلو والتشدد ظاهرة دخيلة على الإسلام ألحقت الضرر في فهم مضامين الإسلام وأصوله، وأظهرت الإسلام على غير صورته التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى، فنفرت الكثير عن الإسلام والالتزام به. وأوصى المؤتمر المجتمعات المسلمة بكل شرائحها وعلى رأسها الحكومات والعلماء والعقلاء ومنظمات المجتمع المدني ومراكزه العلمية بالتصدي لهذه الظاهرة ومعالجتها أسبابا وآثارا. ودعا المؤتمر إلى معالجة التطرف اللاديني ومواجهة آثاره وأخطاره وفق قواعد الشريعة الاسلامية وأحكامها. كما أكد على مسوولية العلماء في تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومراجعة الأخطاء التي وقع فيها بعض الأفراد أو الجماعات خلال العقود الأخيرة. وعلى دور العلماء والمفكرين والمؤسسات الإرشادية في إيضاح مبدأ الاختلاف المشروع في حدود الثوابت الشرعية، وكذا محاولة تضييق نطاق الاختلاف وعدم مساسها بالثوابت الشرعية، وانتهاج مبدأ الحوار في معالجة القضايا والمشكلات العلمية والفكرية واساليب الدعوة. والاعتناء بالنشء ورعايته وتحصينه وإعداده لتخريج جيل ينزع إلى السماحة والاعتدال بعيدا عن الكراهية والخلاف والتنازع وأمراض الخوف والشك وسوء الظن بالآخرين. ودعا المشاركون في المؤتمر، الذي عقد تحت شعار: (من أجل الإرتقاء بالعمل الإرشادي في ترسيخ تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف)، إلى نبذ الإرهاب بكل أشكاله وصوره، الذي جلب على البلاد والعالم الإسلامي بأسره الأخطار والأضرار الفادحة الناجمة عن تلك الأعمال التخريبية، والتي تمس بدرجة أساسية عمق عقيدتنا الإسلامية السمحة، وتعكس آثارها وأضرارها على كيان الأمة ومجمل أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية. كما طالب المؤتمرون بضرورة انتهاج الأسلوب العلمي في تعريف جريمة الإرهاب وأسبابها وأسس معالجتها واستئصالها، ودعوا إلى عقد مؤتمر دولي للاتفاق على تعريف للإرهاب، والتفريق بينه وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة إنهاء احتلال العراق وحق أبنائه الفوري في حكم أنفسهم وبناء مجتمعهم حاضرا ومستقبلا ويؤكد على أهمية وحدة العراق بعيدا عن العصبية المذهبية والأثنية. وشدد المؤتمر على فرضية الجهاد بمفهومه الصحيح ومدلولاته وشروطه المعتبرة وأركانه، وترسيخ مضمونه فرض عين أو كفاية، بالمال أو بالنفس، في وجدان الأمة واجباً ينبغي تلبيته كلما دعا ولي الأمر إليه لدرء خطر داهم على حياة الأمة أو دينها أو عرضها أو أرضها. وأكدت التوصيات على الاهتمام بالمسجد وإحياء رسالته وترسيخ مكانته وأدابه والإعلاء من قدر وشأن المنبر وقدسيته، وعلى ضرورة استحضار قيم الإرشاد الاسلامي ومكانة وسمو رسالته وأهمية التعمق في معانيها عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى الواحد الأحد وأمانة تستوجب التنزه عن الأغراض الشخصية والترفع عن الأهواء أو العصبية حزبية أو سياسية أو مذهبية، والأعراض عن اللغو والإهانة والتجريح. ودعا المؤتمر إلى استثمار الخطاب الارشادي في تعميق معاني الود والألفة والتآخي والتراحم والتكافل والتعاون، والتناصح بين الأمة، وتأصيل معاني اليسر في الإسلام وسموه ورفعته وسماحته واعتداله ووسطيته، وبعده عن الغلو والتشدد، والالتزام بقيم ومبادئ وقواعد العمل الإرشادي وآدابه، والسعي على تطوير منهجيته وفق أسس علمية وأساليب متطورة تعتمد على: تشخيص الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي لاستخلاص موضوعات مناسبة للخطاب الإرشادي والدعوي في مختلف المجالات : (العبادات المعاملات تنمية المجتمعات الأحداث المحلية والاقليمية والدولية الظواهر المختلفة.. الخ وترتيب أولوياتها في إطار كل مجال). وأوصى المؤتمر بإنشاء مراكز ارشاديه للبحوث العلمية تعمل على الاسهام في تأكيد الوحدة الفكرية والثقافة بعيدا عن التعصب المذهبي والفكري وترسيخ ثقافة التوحيد والتقريب واعتماد أساليب الحوار بين مختلف الفئات