أكد الأستاذ عبد الله اكديرة رئيس المجلس العلمي لجهة الرباطسلا زمور زعير أن كل إنسان لا يراعي قوانين السير التي تواضع الناس عليها وأقروها في مجتمعاتهم، استنتاجا واستخلاصا مما أراده الله أن يسود بين الناس من الأمن والوفاق والمودة والرحمة والتعاطف، فهو إنسان يخالف ما أراد الله للناس من الأمن الذي ينبغي أن يسود حياتهم ويحفظهم في صحتهم وبقائهم ونموهم وراحتهم وتواصلهم. وأكد الأستاذ اكديرة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أول أمس أن للخطاب الديني دورا كبيرا في بلورة وعي وطني وتوعية المواطنين بخطورة وفداحة حوادث السير، مبرزا في هذا الصدد أنه لا يمكن أن يعد الخطاب الديني مجرد خطاب معزول عن حياة الناس، بل هو حياتهم كلها، ينظمها في جانبها العقدي (عبادات) إضافة إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية (معاملات). ومن هذا المنطلق، شدد رئيس المجلس على ضرورة رعاية حرمات الطريق وقواعدها حتى لا تتم إراقة دماء الناس وسفكها بغير حق، خطأ أو عمدا، معتبرا أن أي إنسان لا يقف عند إشارة الضوء الأحمر ويتجاوزها متهاونا فإنه يعد آثما ومجرما يستحق العقاب، لأنه باستهانته بضوابط المرور وعدم اهتمامه بها، فإنما يعمد إلى القتل عمدا وعن عزم ووعي، على الرغم من أنه لم يكن يقصد ذلك، وينطبق عليه قوله تعالى ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما، كما أن من تعمد انتهاك قوانين السير وحرمة الطريق يلقى المصير والجزاء نفسه. ودعا الأستاذ عبد الله اكديرة مستعملي الطرق إلى ضرورة التخلق بخصلتي الحلم والأناة، الأولى لضبط النفس وتغليب العقل وحسن الاتعاظ بما يسمع مما ينصح به، والثانية من خلال الترفق والتمهل وانتظار وقوع كل شيء بأوانه من غير استعجال له، مبرزا أن السير في الطرق عنوان حضارة الأمة الظاهر البارز، لأن أي زائر لبلد ما إنما يحكم على تحضر مواطني ذلك البلد ورقيهم وسمو أخلاقهم من حالة طرقهم واحترامهم لقوانين السير فيها ورعايتهم لعلامات المرور وقواعدها. و م ع بتصرف