أعلنت مصادر طبية في مدينة نابلس فجر أمس عن استشهاد الطفل عدنان جمال البحش (12 عاما) متأثر بالجراح التي أصيب بها خلال المواجهات التي وقعت أول أمس مع قوات العدو الصهيوني. وأضاف المركز الفلسطيني للإعلام أن الطفل البحش نقل إلى مستشفى الاتحاد لتلقي العلاج وأدخل قسم العناية المركزة حيث وصفت حالته بالخطيرة وفارق الحياة فجر أمس. وفي جريمة حرب جديدة، أقدم العدو على استخدام الأطفال والنساء والمعتقلين من أهالي رفح كدروع بشرية خلال اقتحامه منازل ومناطق في مخيم رفح. وأفاد شهود عيان المركز أن عددا من الأطفال تم تقييدهم في مقدمة الجيبات العسكرية خلال تجوالها في المناطق المحتلة من رفح لتجنب رصاص المقاومة، وقال خالد عبد العزيز البيومي، الذي اعتقلته قوات الاحتلال، من منزله الكائن في منطقة كندا من حي السلطان، إن قوات الاحتلال أجبرته على السير أمام الجنود، وطالبته بفتح منزل محمد سعيد النجار (أبو سمير) المجاور، وبعد وقت من الطرق على باب المنزل فتح الباب، حيث أجبر الجنود السكان جميعاً وهم أربع عائلات على الجلوس في غرفة واحدة، في الطبقة السفلية من المنزل، ومن ثم أجبرت المعتقل وسعيد النجار وإخوته، على إحداث فتحات في جدران شقة سمير والسور الذي يحيط بالسطح، ليتمركز فيها قناصتهم. وواصل اليهود احتجازه ورفض السماح له بإحضار الدواء من منزله القريب، ومنعوه من تناول الطعام طوال الفترة وهو مريض بالسكري. وأفادت زوجة البيومي أن الجنود اليهود دمروا شقة جيرانهم حيث حطموا الأثاث بالكامل، وسرقوا مصاغها ومدخراتهم. وأضافت أن أكثر ما يثير الاشمئزاز هو أن الجنود تعمدوا التبول على فرش المنزل بالرغم من وجود حمامين. وفي السياق ذاته، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن ما يجري في رفح هو عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي، وعمليات انتقام واسعة بهدف رفع معنويات جيش القتلة الصهاينة والتي انحطت بعد أن نجحت مقاومتنا الباسلة في اصطياد سبعة من جنوده في رفح وستة في حي المجاهدين الزيتون، محذرة من أن الهجوم الصهيوني الإرهابي على حي تل السلطان قد يكون مقدمة لعمليات اجتياح واسعة تستهدف أحياء أخرى في رفح وارتكاب مجازر أكبر. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام أن حركة حماس شددت في بيان لها أصدرته الأحد على أن الرد الرادع للإرهابيين الصهاينة هو بتصعيد المقاومة بكل الأشكال في كل مكان من أرض فلسطين المباركة، داعية جميع المجاهدين والمقاومين أن يكونوا على أهبة الاستعداد وترتيب صفوفهم والأخذ بالعزيمة والتوكل على الله لردع الغزاة المعتدين وطالب البيان الدول العربية والإسلامية بضرورة التحرك السريع لإنقاذ المنكوبين، معتبرا أن الصمت العربي والإسلامي لن يزيد المجرم شارون وحكومته إلا تصعيدا وتشجعا لسفك المزيد من الدماء، ودعا الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك بكل ثقلها بهدف الضغط على حكوماتها لمنع هذه الجرائم والمجازر، كما طالب السلطة الفلسطينية بتوجيه كافة الامكانات الطبية والإغاثية والتموينية للأهالي المنكوبين في رفح. ودعا البيان الفلسطينيين إلى عقد الفعاليات التي تؤكد دعمهم للأهالي الصامدين في رفح عبر المسيرات والمظاهرات والاعتصامات وتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لهم، مؤكداً على ضرورة التواصل مع وسائل الإعلام لاستمرار كشف وتعرية هذا الكيان الغاصب وفضح جرائمه ومجازره أمام الرأي العام العالمي. واصلت قوات الاحتلال اليهودي إطلاق النار تجاه منازل الأهالي في حي البرازيل وتل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة، كما واصلت أعمال التجريف لأراضي الأهالي شمالي رفح. وكانت قوات العدو المغتصب شرعت مساء أول أمس، بتجريف أراضي الأهالي بالقرب من مدخل خربة العدس وبالقرب من مزرعة عفانة، وطالت أعمال التجريف تدمير مساحات من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة. كما توغل جنود اليهود المغتصبين تدعمهم نحو 03 آلية عسكرية، في كرم أبو حلاوة ترافقهم الجرافات، كما اعتلى قناصة جنود الاحتلال الصهيوني عمارة سكنية تعود لعائلة أبو حلاوة وعمارة أخرى، وتم تحويلهما إلى ثكنات عسكرية. ومن جهة ثانية، أفادت الأنباء أن مدير المخابرات المصرية، الوزير عمر سليمان، وصل أمس إلى الأراضي الفلسطينية للقاء الرئيس عرفات والاجتماع مع رئيس حكومة الاحتلال اليهودي أرييل شارون، واشترط سليمان انسحاب قوات الاحتلال من رفح قبل وصوله للقاء مسؤولين صهاينة والتباحث معهم، خاصة في الأوضاع المتدهورة بسبب الاجتياحات والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في حق الفلسطينيين. وكشفت مصادر فلسطينية أن لقاء سليمان-شارون سيتمحور حول التصعيدات الأخيرة التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، خاصة في مدينة رفح، كما سيبحث الاثنان خطة الانفصال الجديدة التي يبلورها شارون. إ.ع