مرت 48 ساعة قبل إعلان النتيجة من قبل هيئة الفيفا، فرُفضت تونس وقيل إنها انسحبت، وأقصيت ليبيا وفي الاقتراع استخف بمصر بمنحها صفرا من مجموع الأصوات، وحوصر المغرب أقوى المترشحين مقارنة مع منافسيه، وقيل له بوقاحة: إنك أحرزت تقدما ولا يفصلك عن الفائز إلا فارق ضئيل من الأصوات، وأعطي الفوز لجنوب إفريقيا بفارق أربعة أصوات، وقيل لها إنك تستحقين ذلك كون العالم يريد أن يتطهر من مخلفات العهد العنصري، عهد الأبارتايد. والملاحظ أن المغرب فاز بكل الأصوات الإفريقية مقابل صفر صوت إفريقي لجنوب إفريقيا، فلا صوت إفريقي واحد منح لها من ضمن الأربعة عشر صوتا التي حصلت عليها. وتبقى الأصوات التي حشدت وقيدت لجنوب إفريقيا هي أصوات أمريكية وآسيوية وأوروبية. بالنسبة لجنوب إفريقيا المسيحية وغير العربية، فإن منحها كأس العالم وليس لغيرها يؤكد انتهاء سياسة الميز العنصري في العالم، وهو رأي تروجه المصادر الأجنبية. ويرى رأي مضاد، وهو الأقرب إلى الصواب وليس سواه، أن منح الفيفا لجنوب إفريقيا تنظيم كأس العالم يعني استبعاد العالم العربي والإسلامي وما يمثله من قوة اقتصادية. ومن ثم يفرض صدور الحكم القاسي على دول هذه المنطقة من العالم انتظار عشرين سنة أخرى لتحلم مرة أخرى بحق تنظيم مباريات كأس العالم، ولا ندري ما المبرارت التي سيتذرع بها الاتحاد الدولي لكرة القدم والسيناريوهات التي سيرتبها لإقصاء بلد عربي مسلم من الأخذ حتى بطريق الرياضة لتأهيل مشاريعه التنموية والاقتصادية.يالكثيرون فسروا نتيجة السبت 15 ماي بزوريخ السويسرية بالعامل السياسي، والبعض تحرج في نعته بالعامل العنصري والإيديولوجي، وهو عامل نسي أو تجاهل البعض أنه حاضر في كتلة تحكمها قيم وعقيدة خاصة، وشيء من الدلائل غير خاف في تلكؤ الاتحاد الأوروبي، في قبول تركيا المسلمة لعضويته رغم خضوعها لمطالب وشروط الاتحاد. الهدف كان تصفية المغرب من على رأس المجموعة باقتراع سري، حسم النتيجة بكل سرعة وبيسر وسهولة ودون مشاكل وبكل ديموقراطية، كديموقراطيات العالم المتخلف، لفائدة الجنوب إفريقين. ولذلك حبذ السيد بلاتير، أن يحسم مراحل التصويت ويبدد الشفافية لصالح الغموض حتى تنتصر خياراته لصالح جنوب إفريقيا، فتمت عملية التصويت في دور أول باقتراع سري في غياب أي تواصل شفاف مع الرأي العام والصحافة. ولذلك أيضا كانت هناك مسافة زمنية بين المركز الصحفي الذي وضع فيه الصحفيون وبين كواليس الفيفا، ولم يكن للصحفيين من خبر إلا روائح الطبخة ونكهة التزوير. الذين تكلموا مساء الجمعة بزوريخ عن المغرب وملفه، ومنهم رئيس الحكومة الإسبانية السابق فيليبي كونزاليس والممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني، أكدوا أمام اللجنة التنفيذية للفيفا البعد السياسي والحضاري الكامن في اختيار المغرب عن جدارة واستحقاق، وهو البلد الذي تتجسد فيه قيم التسامح والسلم والسلام والأمن والترابط، وكونه يشكل همزة الوصل الأقرب بين إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي وقنطرة للسلم والفرصة التي لا تعوض إلى الأبد، بتعبير أدجاني. غير أن رأي الفيفا كان شيئا آخر أحاطته بالغموض، رغم أنه لا يحتاج إلى كثير جهد وعناء لتفسيره. البعد السياسي كان سيكون حاضرا في حالة التصويت على المغرب، ولكنه كان سيكرس بعدا حضاريا راقيا، رغم أن قوانين الفيفا تمنع ذلك. وأما تفضيل جنوب إفريقيا على المغرب وتجاهل تاريخه الكروي والرياضي ومؤهلاته، فقد كان قرارا سياسيا عنصريا غير صائب عاكس المجموعة الدولية ولا يمثل أحدا إلا أصحاب المصالح. عبد الرحمان الهرتازي المصوتون لفائدة المغرب من إفريقيا: عيسى حياتو (الكامرون) سليم علولو (تونس) أمادو دياكيتي (مالي) إسماعيل بامجي (بوتسوانا) من أوربا: ميشيل بلاتيني (فرنسا) فيلارلونا أنخيل فاريا (إسبانيا) سانس إيرزيك (تركيا) ميشيل دوهغ (بلجيكا) من آسيا: محمد بن همام (قطر) التيلاندي (ماكودي) المصوتون لصالح جنوب إفريقيا والس نيكولاس من بارغواي جاك ورنر رئيس اتحاد الكونكا كاف البرازيلي تكسيرا الكوستاريكي إيزاك ساسو الياباني جنجي أوجورا التونغي فوسيما لوهي الأرجنتيني جوليو جروندونا الروسي كولوسوف السويدي يهانسن لينارت الألماني جيرهارد ماير الكوري تشونج مونغ الأمريكي شاك بلازر السويسري جوزيف بلاتير الأسكوتلاندي ديفيد ويل.