مع حلول اليوم العالمي للعمال في الأول من ماي، لا يجد الفلسطينيون سوى سرد قصص المعاناة والآلام، وعدد وطبيعة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم.وحسب مصادر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين فإن عدد العاطلين عن العل زاد على 430 ألفا، فيما واصلت نسبة الفقر الارتفاع حتى وصلت 65%. فمنذ بدء الحصار الإسرائيلي تشتد المعاناة وتنمو الآلام في ظل الأساليب القمعية التي تستحدثها قوات الاحتلال مع العمال الذين يبحثون عن قمة العيش. وفي المعابر الحدودية بين المدن الفلسطينية أو تلك الرابطة بين الأراضي المحتلة عام 1948 وتلك المحتلة عام 1948م يواجه العامل الفلسطيني خطرا يوميا يتراوح بين إطلاق النار والإهانات والشتائم من جنود الاحتلال وحرس الحدود إلى الاعتقال والتنكيل والتعذيب أو إعادته إلى حيث أتى بعد مشوار طويل بدأه مع بزوغ الشمس. وتبرز معاناة العمال في غزة بشكل كبير إذ لا تقل ذلا وهوانا عن مثيلتها في الضفة الغربية حيث ازدادت الإجراءات القمعية الإسرائيلية خاصة على معبر بيت حانون (ايريز) التي زادت وتيرتها قبل أسابيع في أعقاب العملية الاستشهادية التي نفذتها ريم الرياشى فى المعبر وأدت إلى مقتل و إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين. وحسب مصادر فلسطينية فإن قرابة 13 ألف عامل فلسطيني يتوجهون يوميا عبر المعبر أملا في الدخول للحصول على لقمة عيش لأبنائهم، فيفاجئون بإجراءات قمعية عنصرية عبر رفح الملابس عن أجسادهم والانتظار طويلا في ممرات ضيقة تمتد لآلاف الكيلومترات يسير خلالها العمال وسط البرد الشديد والجو الممطر. ويقول العمال في غزة إن العمل بات يعني معاناة يومية شاقة؛ ففضلا عن المعاناة يضطر المئات من العمال إلى العودة إلى منازلهم لعدم السماح لهم بالدخول إلى أماكن عملهم نظراً للإجراءات والعراقيل والممارسات القمعية التي يمارسها جنود الاحتلال بحقهم عند ما يسمى بحاجز ايرز . ووفقاً لوزارة العمل الفلسطينية فإن إجمالي عدد العمال الذين يعملون داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948 بلغ 12.8 ألف عاملاً في حين بلغ اجمالي عدد القوى العاملة الأخرى المسجلة في لدى مكاتب الاستخدام المنتشرة في محافظات غزة بلغ خلال الشهر الماضي نحو 103.8 ألف في حين بلغ عدد العمال المتعطلين عن العمل 77.035 ألف عامل. وقال راسم البياري، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في غزة إن يوم العمال العالمي "يأتي على كافة الحركات العمالية في العالم وهم يفتخرون بالقضاء على الظلم والقهر والفقر والبطالة ويتفاخرون بتحصيل إنجازات وحقوق وقوانين جديدة لصالح العمال". وأضاف: في الوقت ذاته يأتي هذا اليوم على عمال فلسطين وعمال العراق وهم يرزحون تحت نير الاحتلال يقصفون بالطائرات وتهدم منازلهم ومصانعهم ومزارعهم ويفقد مئات الآلاف منهم مصدر رزقهم وتسلب حقوقهم". موضحا أن العالم "لا يدرك تماما أن شعبنا الذي سرقت أرضه وحقوقه لم تسلب إرادته، وخاصة إرادة عمالنا الذين يقدمون التضحيات تلو التضحيات رغم الفقر والجوع والقتل". ووجه البياري نيابة عن العمال نداء للعالم بكل منظماته النقابية أن يصحو من سباتهم العميق ويظهروا تضامنهم ووقوفهم لوقف حرب التجويع المستمرة على الفلسطينيين. وأكد شاهر سعد، أمين عام اتحاد العمال الفلسطينيين من جانبه أن نحو 34 منشأة اقتصادية في الأراضي الفلسطينية أغلقت منذ بدء الحصار الإسرائيلي قبل ثلاث سنوات ونصف. مضيفا أن"الأول من أيار أن الحركة العمالية الفلسطينية سطرت وتسطر ملاحم البطولة والعطاء والانتماء لأطهر أرض وأعدل قضية". وقال إنه "مع تواصل فصول السياسية الشارونية العنصرية المتحالفة مع الإدارة الأميركية بزعامة بوش ، والتي تهدف إلى تركيع أبناء شعبنا وعمالنا للقبول بسياسة الأمر الواقع فانه وبالمقابل تستمر فينا روح الصمود والمواجهة بشتى صورها وأشكالها لكسر شوكة هذه السياسة العدوانية". وأضاف: الضربات التي لا تقتلنا تقوي عزيمتنا على مواصلة التحدي الذي لا مجال للتنازل عنه مهما كانت صور ونتائج العدوان لأن في ذلك قدرنا وقرارنا، قدر الشعب الفلسطيني على ضرورة وحيوية الصمود في ملحمته التاريخية لتحقيق اهدافنا الوطنية المشروعة ودولتنا الفلسطينية المستقلة وبناء مؤسساتنا ولينعم اطفالنا فيها بالعيش الحر الكريم كباقي اطفال العالم. عوض الرجوب –التجديد- فلسطين