احتضنت مساجد المملكة في عام 2015 ما يناهز نصف مليون (560 ألف) درس وعظ وإرشاد نظمتها المجالس العلمية المحلية، وحسب معطيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فقد أطر هذه الدروس ما يزيد على 5 آلاف مؤطر ديني منهم 3908 واعظ و 1423 واعظة. ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور أكد أن عدد دروس الوعظ والارشاد الذي أعلنته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هو رقم حقيقي لأنه مستقى من التقارير الإجمالية التي تنجزها كل سنة المجالس العلمية المحلية بواسطة الأمانة العامة للمجلس، وأوضح بريسول أن المجالس العلمية أصبحت هي المرجع المعتمد في تنشيط المساجد وإحياء وظائفها ومنها على الخصوص الوعظ والإرشاد. وفسر بريسول ارتفاع عدد دروس الوعظ والإرشاد في السنوات الاخيرة وارتفاع الاقبال عليها بثلاثة أسباب أولها اجتهاد المجالس العلمية في انتقاء خيرة الوعاظ والواعظات الباحثين والباحثات، ثانيا لكون الناس في المملكة لم يعودوا يثقون فيما تقدمه تلك الفضائيات التي تطلق فتاوى جائرة وطائشة وللحس الوطني النبيل الذي أصبح يتشبع به أهل المغرب خاصة شبابه، وثالثا للتواصل المهم الذي أصبح العلماء يولونه لشريحة الشباب عن طريق مختلف الانشطة التي تقدمها المجالس العلمي والتي تنوع فيها من ثقافية ودينية واجتماعية ورياضية وغيرها. وأشار المتحدث حسب يومية التجديد إلى أن هذه الدروس ضخمة في الكم وفيها إبداع في الكيف ولها فاعلية مهمة نظرا لتنوع مواضيعها ومحاورها فهناك مثلا دروس في تفسير القرآن وعلومه والحديث وعلومه والسيرة والفقه والرقائق وهناك كذلك دروس في العلوم البحثة كالأصول والفرائض والتوقيت واللغة العربية، وأضاف بريسول أن هذه الدروس تلقى تجاوبا نسبيا خاصة من طرف الشباب والطلبة والتلاميذ ومن القطاع النسوي بالنسبة للواعظات والمرشدات، لافتا إلى أن مستوى التجاوب يتباين حسب المواد المقدمة وحسب شخصيات الواعظ والواعظة. إلى جانب دروس الوعظ في المساجد التي يؤطرها الوعاظ والواعظات في مساجد المملكة البالغ عددها 51 ألف مسجد، يتواصل بث دروس الوعظ والإرشاد بواسطة التلفاز في 2460 مسجدا كل أيام الأسبوع باستثناء يومي الخميس والجمعة، ويتضمن البرنامج اليومي تفسير القرآن الكريم الحديث النبوي الشريف والأخلاق وتعليم مبادئ العبادات ويبلغ متوسط عدد الرواد الذين يشاهدون الدروس بين العشائين 41 ألف و 820 مستفيدا يوميا أي بمعدل 17 مشاهدا بكل مسجد. دروس من نوع آخر يحتضنها 11 مسجدا كبيرا على الصعيد الوطني هي الكراسي العلمية التي يتلقى فيها المستفيدون دروسا في أصول الفقه والعقيدة والدين والتفسير والحديث واللغة العربية، بالإضافة إلى العلوم الأخرى؛ ويستفيد منها 1186 مستفيدا وبلغ عدد الدروس العلمية 5744 درسا علميا في 2015.