بعد مرور أربع سنوات على إطلاق برنامج الوعظ والإرشاد في المساجد باستعمال البث التلفزي، أجرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقييما شاملا لهذا البرنامج الذي تطلب تعبئة استثمارات بقيمة 11 مليون درهم، وأظهر التقييم ضعف إقبال المغاربة على هذا البرنامج حيث لا يتجاوز في الغالب 26 مشاهدا، مما يعني فشل هذا البرنامج الذي تولى تدبيره ألفان من المتعهدين (أئمة ومؤذنين)، بإشراف من مندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وعلى مدى أربع سنوات تم إنتاج أزيد من 1040 درسا سمعيا بصريا في تفسير القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف وفي شعب الإيمان وفي فقه العبادات، وتبث في 2468 مسجدا و 27 مؤسسة سجنية، وكشف التقييم أن معدل المتوسط لعدد رواد المساجد الذين يشاهدون الدروس بين العشائين يبلغ 40 ألف مستفيد، وأظهر أن 71 بالمائة من هذه المساجد أي 1752 يقبل عليها ما بين خمسة و 26 مستفيدا، و10 بالمئة منها أي 247 مسجدا يحضر هذه الدروس التلفزية أقل من خمسة أفراد، في حين أن 1 بالمئة من المساجد المجهزة ينعدم فيها الإقبال، ولا تشهد سوى 18 بالمئة من العدد الاجمالي للمساجد المجهزة أي 445 مسجدا أكثر من 26 مشاهدا.وكان هذا البرنامج قد انطلق في 19 يونيو من سنة 2006 في ألفي مسجد و20 مؤسسة سجنية كمرحلة أولى وذلك بهدف ''تقريب خطاب العلماء من المواطنين داخل بيوت الله وتكثيف دروس التكوين والتأطير''، لكن أربع سنوات من التطبيق كشفت هزالة نتائجه وضعف الإقبال عليه مما جعل عددا من المساجد تستغني عن أجهزة التلفاز. من جهته قال عبد العزيز درويش مدير المساجد إن البرنامج حقق مجموعة من الأهداف، مسجلا تفاوتا في المشاهدين حسب المناطق حيث تختلف نسبة المشاهدة على دروس الوعظ عبر التلفاز بين المدن والقرى وبين الجهات وحتى بين المناطق داخل المدن. وقال درويش في تصريح ل''التجديد'' إنه بناء على هذا التقييم سيتم إعادة توزيع أجهزة التلفاز على المساجد، وسيتم نقل أجهزة التلفازمن 1 في المئة من المساجد التي ينعدم فيها الإقبال إلى مساجد أخرى حيث يكون الجمهور أكبر، مضيفا أنه سيتم العمل على تطوير هذه الدروس من حيث طريق العرض والمضمون، كما سيتم استثمار المادة السمعية البصرية التي تم إنتاجها منذ انطلاق البرنامج حيث سيتم تنزيلها على أقراص مدمجة. وقال درويش إن معدل المشاهدة الوطني يصل إلى 16 مشاهدا يوميا وهو رقم مرضي بالنظر إلى عدد المصلين الذين يحضرون صلاة المغرب والعشاء، والذين لا يتجاوزعددهم في الغالب خمسين شخصا. ونفى درويش أن يكون مشروع الكراسي العلمية جاء ليخلف برنامج الوعظ التلفزي مشيرا إلى أن هذه الكراسي لا يمكنها تغطية جميع المساجد بالنظر إلى الموارد البشرية والمادية، في الوقت الذي يسمح فيه برنامج الوعظ التلفزي من الوصول إلى جمهور أكبر ومختلف. وكان عدد من البرلمانيين في لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية قد انتقدوا خلال تقديم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق الأسبوع المنصرم الميزانية الفرعية لوزارته، (انتقدوا) هذا البرنامج ونتائجه، ودعوا إلى إعادة النظر في توزيع الأجهزة على مساجد المملكة وذلك باستهداف المساجد التي لا يوجد فيها واعظ قار، إذ لاحظ النواب أن أجهزة التلفاز وزعت على مساجد تشهد حركية على مستوى دروس الوعظ والإرشاد التي يؤطرها علماء وأئمة ومرشدون ووعاظ في حين لا تستفيد مساجد أخرى من الوعظ المباشر أو الوعظ التلفزي. يذكر أن دروس الوعظ والارشاد بواسطة التلفاز تبث عبر قناة محمد السادس لقرآن الكريم، كل أيام الأسبوع باستثناء يومي الخميس والجمعة، ويتضمن البرنامج اليومي أربع مواد: مادة في تفسير القرآن الكريم، مادة في تفسير الحديث النبوي الشريف مادة الاخلاق مادة في تعليم مبادئ العبادات.