سجلت حصيلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في سنة 2015 استمرار المغرب في اشتغاله على الإصلاح الديني وفق الرؤية التي بدأ العمل بها منذ سنة 2004، حيث تميزت بتركيز الجهود حول المساجد وتقوية دورها في الوعظ والإرشاد، من خلال تنظيم الآلاف من الدروس التي يؤطرها القيمون الدينيون في مختلف ربوع المملكة. تأهيل الأئمة تابعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى ومجالسه المحلية، عملية تأهيل أئمة المساجد في إطار خطة ميثاق العلماء، التي يتمثل برنامجها في عقد لقاءين في الشهر، يشرف عليه مؤطر ينتدبه المجلس العلمي الأعلى ويستهدف تأهيل الأئمة في جماعة قروية أو حضرية. وشملت خطة ميثاق العلماء جميع أئمة مساجد المملكة الذين يقدر عددهم ب45 ألف إمام، يؤطرهم 1428 مؤطرا من ذوي الكفاءات العلمية، كما تهدف اللقاءات التواصلية لتأهيل الأئمة من أجل أداء رسالتهم في صيانة الثوابت الدينية والاستجابة لما ينتظره الناس من الإمام من أدوار توجيهية وإصلاحية. تحتضن مساجد المغرب دروسا في الوعظ والإرشاد يسهر عليها 5240 واعظا و887 واعظة بمختلف فئاتهم، ويبلغ الغلاف المالي لدعم هذه الدروس بحوالي 33 مليون درهما، وهو ما يمثل نسبة 22,90 بالمائة من الميزانية. مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة مثل إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؛ من أجل توحيد جهود علماء المغرب وباقي الدول الإفريقية لخدمة مصالح الدين الإسلامي، خطوة مهمة في مسار تعميق الروابط التاريخية بين المغرب والعمق الإفريقي. وانخرط العديد من العلماء المعنيين بعقد اجتماع تمهيدي بمدينة الرباط يوم فاتح يونيو 2015، حضره علماء من عدة بلدان إفريقية، ناقش فيه الحاضرون فكرة المؤسسة وأهدافها وملامح بنيتها التنظيمية. وعرفت مدينة فاس ابتداء من يوم 9 يوليوز2015، لقاءا حضره عدد كبير من العلماء والعالمات الأفارقة للتواصل والتنسيق بينهم استعدادا لمراسيم الاستقبال من طرف الملك محمد السادس بالدار البيضاء ليلة 26 رمضان 1436 للإعلان عن تأسيس "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة". وتواصل الانفتاح على الدول الإفريقية خاصة في مجال التأطير الديني، حيث التحق خلال سنة 2015 طلبة من مالي وغينيا وتونس وكوت ديفوار وتشاد من أجل تلقي تكوين ديني في معهد "معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات"، الذي دشن بنايته الجديدة الملك محمد السادس في 27 مارس 2015. ويحتضن المعهد، بالإضافة إلى تكوين الأئمة المرشدين والمرشدات المغاربة، تكوين أئمة أجانب من دول إفريقية وأوروبية وغيرها. جامعة القرويين شكل صدور ظهير شريف في يونيو 2015 الخاص بتنظيم جامعة القرويين، والذي أصبحت بموجبه مؤسسة دار الحديث الحسنية ومعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، والمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تابعة للجامعة. ويمثل قرار إعادة هيكلة جامعة القرويين وتجديد التعليم فيها، استشرافا لمرحلة جديدة تعمل على القيام بدور المغرب التاريخي في صيانة الإسلام وإبراز قيمه وحضارته للعالم، في زمن يتهدده التلبيس والانتحال. محاربة الأمية سجلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مجال برنامج محو الأمية في المساجد حصيلة مهمة، تمكنت من خلالها تسجيل 292 ألف و934 مستفيدا برسم الموسم الدراسي 2014/2015 بنسبة إنجاز 101 بالمائة، متجاوزة بذلك العدد الذي استهدفته في بداية الموسم الدراسي وهو 290 ألف، وقد بلغت نسبة الإناث 90.8 بالمائة، ونسبة المستفيدين بالعالم القروي 41.17 بالمائة. وجهزت الوزارة 5807 مسجدا بالمعدات والوسائل لاحتضان دروس محو الأمية، وزودت كل المستفيدين بالأدوات التعليمية، كما كلفت 5798 مطرا للدروس، بلغ عدد الإناث منهم 4878 موؤطرة، ما يمثل 84.13 بالمائة، وكلفت أيضا 562 منسقا ومستشارا تربويا بالإشراف والتوجيه التوجيه التربوي.