في دورانه الدؤوب حول الشمس، يكون كوكب الزهرة تارة بين الأرض والشمس، وتارة أخرى في الجهة المقابلة من الشمس. وعندما يكون هناك اصطفاف بين الأرض والزهرة والشمس، بحيث تقع الزهرة في نقطة تقاطع مستوى مدارها مع مستوى مدار الأرض حول الشمس، يحدث عبور هذا الكوكب أمام قرص الشمس إنه آية من آيات الله سبحانه وحدث فلكي نادر جدا، ينتظر علماء الفلك وقوعه صباح اليوم الثلاثاء بين الساعة الخامسة وعشرين دقيقة صباحا والساعة 11 و23 دقيقة صباحا، حيث سيكون كوكب الزهرة على بعد 43 كلم من الأرض. إنه حدث فلكي لم يسبق لأي شخص على قيد الحياة في يومنا هذا أن رآه!! إذ سوف يحدث لأول مرة منذ 122 سنة، وكانت آخر مرة وقع فيها عام ,1882 وعلينا انتظار عام 2012 لرؤيته مرة أخرى! تدور الأرض حول الشمس في مدة قدرها 365.25 يوما، فيما يدور كوكب الزهرة خلال 224.7 يوما، ولكي يقع عبور الزهرة لا بد من مروره من نقطة تقاطع مستويي المدارين، وعند كل عبور للزهرة، لا بد أن تقوم الأرض بتداركه في نقطة التقاطع حتى يحدث عبور آخر، ويتطلب ذلك عدة سنوات، ويقع وفق دورية محددة تصل إلى 4 مرات في كل 243 عاما، كل 121.5 سنة ثم 8 سنوات ثم 105.5 عاما. وهكذا فقد حدث العبور عام 1874 ثم 1882 وسيحدث يوم 8 يونيو 2004 ثم يوم 6 يونيو ,2012 ولن يحدث بعد ذلك إلا يوم 11 دجنبر 2117 ثم يوم 8 دجنبر 2125 ثم يوم 11 يونيو ,2247 فيوم 9 يونيو 2255. الحذر الحذر من خطر الشمس على البصر إن مرور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس حدث استثنائي يستحق المتابعة، ولكن يجب أخذ الحيطة من أشعة الشمس الخطيرة على البصر، والقادرة على إحراق شبكية العين، وبالتالي الإصابة بالعمى بشكل لا يقبل العلاج! والخطر أشد عندما نعلم أن احتراق الشبكية ليس مصحوبا بأي ألم، وأن خلايا البصر المدمرة، لا يتم تعويضها أبدا. إذن فلا بد من تفادي مشاهدة الظاهرة إذا لم تتوفر الوسائل البصرية التي تستعمل لترشيح ضوء الشمس، وينصح هنا باستعمال النظارات الخاصة برؤية كسوف الشمس، والتي تحمل علامة خاصة تدل على ذلك، حيث لا تسمح بمرور إلا 100 000/1 جزء من ضوء الشمس!! ولا ينصح أبدا باتباع بعض الطرق السهلة في المشاهدة، مثل استعمال أفلام التصوير أو الزجاج المسود بالدخان، أو ما شابه ذلك، فهي وسائل ثبت بالدليل القاطع عدم فعاليتها في حماية البصر. وللأسف الشديد فإن النظارات الخاصة بكسوف الشمس شبه منعدمة في أسواقنا، إذ لا تكاد تجد محلا خاصا يبيع الأجهزة الفلكية، فعلى من يرغب في متابعة الظاهرة، إما المشاركة في نشاط منظم من طرف جمعية فلكية تملك وسائل الرصد (كما هو بالنسبة للمرصد الفلكي بالرباط الذي يعتزم تنظيم صبحية فكلية بالمناسبة) أو الاكتفاء بمشاهدتها على بعض القنوات الفضائية التي تعتزم نقل الحدث مباشرة، وإلا فإن المتابعة ممكنة أيضا عبر الأنترنيت، وفي زمن حقيقي، حيث توفر مجموعة من المواقع هذه الخدمة بواسطة ٌّمق كٍَُّ انطلاقا من مراصد فلكية ذات صيت عالمي مثل مرصدِىك لِّ ٍىَى في فرنسا. عبد الله هناوي نادي النجم القطبي للفلك بالرشيدي