بإنشاء المجلس الأعلى لحماية واستغلال الثروة السمكية سنة 2002 يكون قطاع الصيد البحري قد استكمل إطاره المؤسساتي في كل ما يتعلق بتدبير الخيرات البحرية، وبالرغم من المشاكل التي يتخبط فيها القطاع، والتعثر البين الذي عرفته تجربة إنشاء غرف الصيد البحري المحدثة سنة ,1997 مازالت بعض القطاعات المهملة من طرف الدولة تتعرض لاستغلال غير منظم وعشوائية في التسيير من قبل الوسطاء والمضاربين والمحتكرين. ويعتبر قطاع الطحالب البحرية، أو ما يسمى بالربيعة أو الخز من أهم الثروات التي تزخر بها شواطئنا، وتكثر هذه المادة بصفة خاصة في إقليمالجديدة، نظرا لشساعة مساحته الشاطئية (حوالي 150 كلم)، ومنذ أن اكتشف العلم مادة: Agar - Agar التي تستخدم في جل التحاليل البيولوجية، بدأت أنظار المصنعين تتجه نحو شواطئنا، خاصة الدول الغربية والأسيوية، مثل اليابان وكوريا لتطلب المزيد من الطحالب المغربية ذات الجودة وبأقل ثمن. يستخرج إقليمالجديدة من هذه المادة كمية تتراوح بين 8000 طن إلى 14 000 طن يابسة، معدة بعضها للتصدير وأكثرها للتحويل، ويشغل القطاع نحو 6000 من اليد العاملة، تابعة لثلاث شركات تحويلية وطنية تحتكر السوق هي: ALMAR - SEREXAM - MAROKAGAR، وتملك هذه الشركات حوالي 20 سفينة مجهزة بأحدث الوسائل التقنية، ويعمل على متنها 168 غطاسا محترفا، وكان الثمن للكيلو الواحد من الطحالب لا يتجاوز 70 سنتيما، ثم ارتفع إلى 4 دراهم ليستقر أخيرا بين 5,6 و5,8درهم داخل السوق المحلي، أما السوق الخارجي، فقد عرف تراجعا من 23 درهم للكيلوغرام سنة 1996 إلى 10 دراهم سنة .2000 وتوجد 11 تعاونية بالإقليم، 8 منها منضوية تحت لواء اتحاد يسمى اتحاد المحيط لتعاونيات الطحالب البحرية، الذي يضم حوالي 1300 غطاس، ويشغل حوالي 90 عاملا موسميا. وإذا كان القطاع يلعب دورا مهما في النسيج الاقتصادي الوطني بجلبه كمية مهمة من العملة الصعبة إلى الخزينة العامة، وتشغيله لشريحة هامة من الشباب خاصة الطلبة منهم وذلك من أجل تغطية مصاريف التعليم، ويمثل العنصر النسوي من اليد العاملة بحوالي 90% و5% يمثلن الغطاسات علما بأن موسم الجني يبتدئ في فاتح يوليوز وينتهي في متم شهر شتنبر من كل سنة فإنه يعاني من عدة مشاكل ندرجها كالآتي: غياب قانون منظم يحدد واجبات وحقوق كل المتدخلين في القطاع، مما فتح الباب على مصراعيه لدخول العديد من المتطفلين والسماسرة والمضاربين والمحتكرين في انتظار ارتفاع الأثمان. وجود حوالي 4000 غطاس يشتغلون لحسابهم الخاص وغير مؤطرين داخل التعاونيات أو الشركات. افتقار مندوبية الصيد البحري للإمكانيات والوسائل لمنع استخراج الطحالب خارج وقتها القانوني، بحيث إن عملية الجني تبدأ قبل افتتاح الموسم بثلاثة أشهر نظرا لدخول حشود مهمة من القوارب الصغيرة مجهولة الهوية تحت جناح الليل. عدم احترام مدة الراحة البيولوجية المحددة من طرف وزارة الصيد البحري. وحتى لا تندثر هذه الثروة الوطنية المهمة التي يعتمد عليها الآلاف من المواطنين في قوتهم اليومي، يطالب اتحاد تعاونيات جمع وتسويق الطحالب البحرية بجهة دكالة عبدة من الوزارة الوصية ومن الدرك الملكي البحري بإيجاد الوسائل المادية والبشرية للرقابة على نقل الطحالب والمتاجرة فيها بما يضمن ترشيد الاستغلال لها كثروة ملك للدولة، شأنها في ذلك شأن كل الثروات المعدنية والغابوية. بوشعيب الهواري