توالت ردود الفعل الدولية المدينة للهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس والتي راح ضحيتها 128 قتيلا وأكثر من مائتي جريح في أكثر الأحداث دموية في القارة العجوز منذ عقد من الزمن. و أعرب الملك محمد السادس من خلال برقية تعزية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عن تضامن ودعم المملكة للشعب الفرنسي بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت عدة مواقع في العاصمة باريس مساء الجمعة، وأودت بحياة ازيد من 128 شخضا. ومن جهته أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهجمات وأكد أنها لا تستهدف الشعب الفرنسي فقط وإنما المجتمع الدولي كافة معربا عن وقوف بلاده إلى جانب باريس, أما روسيا فقد أعربت عن صدمتها من الحادث, مؤكدة استعدادها لتقديم أي مساعدة للسلطات الفرنسية. وبدوره أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن صدمته لسقوط عدد كبير من الضحايا خلال الهجمات مؤكدا مواصلة بلاده العمل عن كثب مع المجتمع الدولي للمساعدة على منع هذه الأفعال البشعة. وفي هذا الصدد شجب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هجمات باريس واصفا إياها ب"الخسيسة" بينما أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن عميق مواساتهم للشعب الفرنسي وشددوا على ضرورة "محاسبة مرتكبي هذا العمل البربري والجبان". ومن جهته أكد رئيس الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة موغينز ليكيتوفت أن "الإرهاب وجرائم القتل من هذا النوع تمثل فظاعة تجاه البشرية" وأن العالم بأسره سيقف متضامنا مع فرنسا حكومة وشعبا. كما أعرب كل من البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية عن صدمتهم من هذه الأعمال المشينة مؤكدين تضامن الاتحاد مع الشعب الفرنسي في هذا الظرف الأليم. وفي هذا الصدد شدد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن هذه الاعتداءات هي "هجمات على أوروبا جميعا وأن فرنسا ليست وحدها فهذه المعركة هي معركة كل الأوروبيين وجميع الشعوب الأخرى في العالم الحر". وأوضح توسك أن "الاتحاد سيطالب زعماء العالم خلال اجتماع مجموعة العشرين بأنطاليا بالرد على تهديد الإرهاب المتطرف كما سيتم بذل كل الجهود أوروبيا من أجل ضمان أمن فرنسا. ومن ناحيتها أكدت فيدريكا موغريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي وقوف أوروبا مع فرنسا والشعب الفرنسي في هذه الظروف. ونفس السياق أدانت كل من ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا الهجمات معربة عن دعمها وتضامنها مع فرنسا. فقد أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها الشديدة اثر تلقيها نبأ الهجمات مؤكدة تضامن بلادها مع باريس, كما أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من جهته الهجمات وأكد دعم بلاده الكامل للشعب الفرنسي. وبدوره أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجمات باريس مشددا على ضرورة توافق المجتمع الدولي حول محاربة الإرهاب. يذكر أن الرئيس فرانسوا هولاند قد قرر إلغاء مشاركته في قمة العشرين المرتقبة غدا الأحد في تركيا عقب الهجمات حسبما أعلنت عنه الرئاسة الفرنسية. إدانة عربية واسعة وإجماع على ضرورة محاربة الإرهاب أجمعت الدول العربية المدينة للهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب. فقد اعتبرت جامعة الدول العربية أن هذه الهجمات الدنيئة للإرهاب تشكل بأبعادها وخطورتها وبشاعتها استهدافا للإنسان في كل مكان وطلبت من "المجتمع الدولي تضافر جهوده وتسخير كافة الوسائل والأدوات القانونية لمتابعة هؤلاء القتلة ومن ورائهم للقصاص منهم وتخليص العالم من جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية". فقد ادان الملك عبد الله الثاني "بشدة" هذا "العمل الارهابي الشنيع " معربا عن تضامنه مع الرئيس والشعب والحكومة الفرنسية في هذا المصاب الأليم. وبدوره أكد وزير الإعلام الأردني الناطق باسم الحكومة محمد المومني وقوف الأردن بكل قوة وحزم ضد التنظيمات الإرهابية التي باتت أعمالها الإجرامية تستشري في كل مكان وتستبيح الأرواح والممتلكات ولا تراعي حرمة الدين والإنسانية والقيم والأخلاق داعيا المجتمع الدولي إلى الوقوف والتعاون وتعبئة الموارد لمواجهة ظاهرة الإرهاب وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية. ومن جهتها أعربت مصر عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام بل ستزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب ودحره مؤكدة مساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب الذي لا يعرف حدودا ولا دينا بل امتدت يده الغادرة لتطال حياة الأبرياء وتدمر دون تمييز في شتى دول العالم. كما استنكرت دولة قطر الهجمات الإرهابية ب بشدة الهجمات الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن وتتنافى مع كافة المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية مجددة موقفها الثابت من نبذ العنف بكافة صوره وأشكاله وأيا كانت مسبباته. وفي هذا الصدد أكدت كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق ولبنان وقوفها مع الشعب الفرنسي ودعمها المطكلق للجهود الدولية الرامية لمكافحة ظاهرة الإرهاب. يذكر أن الرئيس الفرنسي قد أعلن حالة الطوارىء في جميع أنحاء البلاد وأمر بتشديد الرقابة على الحدود الفرنسية ورفع حالة التأهب القصوى على خلفية الهجمات.