شكلت نتائج الانتخابات الأخير للانتخابات في تركيا رافعة مهمة للبرنامج السياسي الداخلي والخارجي لحزب العدالة والتنمية، فبعد فوز غير ساحق في الانتخابات الماضية والتي كانت نسبة الحزب 42% وبلغت نسبة التصويت 58، واليوم بلغت نسبة الحزب 49.7 ونسبة التصويت 88%ن وذه النسبة بعد حسم نسب الاحزاب التي لم حصل على الحسم فإن الحزب سيتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، وهذا الأمر يشكل ضربة كبيرة لكل الذين أرادوا أن تكون النتائج عل غير هذا الأمر. إن نتائج الانتخابات ستلقي بظلال كبيرة على الوضع الداخلي والإقليمي والدولي لتركيا التي كانت توصف بالجمهورية الحائرة، ومن أهم التداعيات ما يلي: الوضع الداخلي: إن حزب العدالة والتنمية سيمضي قدما في مزيد من الإصلاحات وسيحافظ على كل القوانين التي قام بتشريعها في الجمهورية التركية، كما أن كل الاحزاب التركية لن تستطيع مواجهة التمدد القادم لحزب العادلة والتنمية خاصة فيما يتعلق بالبعد التاريخي والحضاري لتركيا فيما يتعلق بالعلاقة مع الامتداد العربي والإسلامي وهنا نقصد أهل سوريا في تركيا الذين يتلقون معاملة كما الأتراك، كذا فإن الحراك الاقتصادي ستزداد وتيرته من خلال تقوية الليرة التركية أمما العملات الدولية خاصة الدولار واليورو وهذا أن الناتج القوي يجب أن يتجاوز 800 مليار دولار كما هو الآن، وبالتزامن فإن تركيا اليوم ستلتف نحو رؤية الحزب فيما يتعلق بالملفات الأمنية والداخلية، كما أن تركيا ستبدأ بزيادة وتيرة خطاب الأمة كما تحدثأحمد داووداغلو يوم أمس ان النصر هو نصر للأمة، كما أن تركيا ستمضي نحو دستور حضاري لتركيا يساند العقل الجمعي التركي الداعم للاستقرار في البلاد. الوضع الإقليمي:لا شك أن الوقت الذي تمر به تركيا والمنطقة هو توقيت دقيق بكل ما تعنيه الكلمة، ولكن إن هذه النتائج ستمكن تركيا من لعب دور كبير فيما يتعلق بملفات المنطقة التي ستزداد سخونة، ومن أهم هذه الملفات اتفاق لويزانالنووي رغم أنه تم بعيداً عن تركيا بالرغم من أن تركيا والبرازيل هما اللتان أوجدتا مبدأ التفاوض مع الدول الكبرى، ولكن لا يكن أن يمضي الاتفاق دون دور تركي، وهذا سينقل التأثير التركي إلى الملف السوري واليمني والليبي والتي تتشابك فيه مصالح تركيا والإقليم، وهذا يعني أن إيران لا يمكن لها أن تتجاوز تركيا في المرحلة المقبلة، كما تركيا أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن توازن المنطقة يمر من بين يدها وفي هذا رسالة للاحتلال الإسرائيلي الذي راهن كما بعض قوى الاقليم على تخلخل تركيا من الداخل، وفي ظلالا الإقليم إن الكثير من دول المنطقة خاصة الخليجية لابد من إعادة قراءة علاقتها من جديد مع تركيا نحو دور جماعي عربي وإسلامي في المنطقة للحفاظ على مقدرات وهوية الأمة. البعد الدولي: لاشك أن البيت الأبيض راقب الانتخابات لحظة بلحظة وأن النتائج لم ترق له، واليوم تركيا يجب أن تقفز في إطار التأثير في القرار الدولي نحو التدخل في الملفات الدولية ذات العلاقة بملفات المنطقة خاصة قيما يتعلق بملف سوريا وملف ليبيا وملف أسيا الوسطى، كما أن هذه النتائج ,ستجعل ملف مسالة دخول تركيا للاتحاد الاوربي بعضوية كاملة أمراً غير مستحيل خاصة أن تركيا ستنهض باقتصادها نحو الاقتصاد العالمي. إن هذه النتائج ستلقي ظلالها بشكل غير مباشر مرحلياً نحو رفع الحصار عن غزة، خاصة وأن غزة تنظر وما زالت بارتياح لهذه النتائج خصة وأن تركيا يمكنها فعل الزيد نحو أهل فلسطين عامة وأهل غزة خاصة، لأن مشهد رحة أهل غزة قابله خيبة أمل من الاحتلال الاسرائيلي.