لم تفلح الإجراءات الأمنية التي بدأت الولاياتالمتحدة في تطبيقها على الحدود مع المكسيك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من الحد في تزايد عدد المهاجرين السريين . بل على العكس من ذلك زادت من عدد حالات خرق حقوق الإنسان وضياع آلاف الملايين من الدولارات . وقد صرح تعليقا على ذلك النائب عن ولاية أريزونا جيم كولبي بقوله: إن ما نقوم به حتى الآن لم ينفع في شيء وذلك حسب دراسة أجراها معهد الدراسات الاستراتيجية الدولي. فبعد العمليات التي شهدتها الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من سبتمبر أصبحت الحدود المكسيكية – الأمريكية التي تمتد على طول ثلاث آلاف كلمتر محط اهتمام من طرف وزارة الأمن الداخلي وذلك في إطار جهودها الرامية إلى مكافحة التهديد الإرهابي وضمان الأمن الداخلي . وعلى الرغم من استثمار آلاف الملايين من الدولارات وسن العديد من الأنظمة الجديدة فإنه لم يتم القبض ولو على شخص واحد ذو علاقة بالإرهاب. ويقول بعض العاملين في أوساط رجال ضبط المهاجرين النشطين على الحدود مع المكسيك أن امتداد عمليات الاعتقال داخل الأراضي المكسيكية يثبت أن العملية خارجة عن السيطرة. ويرى قادة الضباط المشرفين على مراقبة الحدود بأن تزايد القتلى عما يزيد على 350 شخص بصحراء أريزونا لكون المهاجرين السريين اصبحوا يسلكون طرقات أكثر خطورة عن تلك التي اعتادوا سلوكها خشية من ضبطهم من طرف سلطات الحدود. يدفعهم لتبني استراتيجيات جديدة تحد أو تقلص من عدد القتلى. وقد أثبتت الاعتقلات الأخيرة في صفوف المهاجرين الذين يدفعون حوالي تسعة آلاف دولار للوسطاء لنقلهم للولايات المتحدة وتزايد عدد القتلى بصحراء أريزونا أن المجهودات التي بذلتها الولايات المتحدة لإحكام السيطرة على حدودها قد فشلت أو على الأقل أنها لا تتم كما كان مخططا لها. إن تغيير الاستراتيجية وعمليات الاعتقال التي تقوم بها قوات أمن الحدود الأمريكية تؤدي أساسا إلى إلحاق ضرر بمواطني المكسيك. والغريب في الأمر يقول جو باكا وهو نائب بمجلس الشيوخ عن الحزب الديموقراطي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية والذي انضم للتنظيمات المدافعة عن حقوق المهاجرين اللاتينيين . هو أن منفذي عمليات واشنطن ونيويورك لم يستخدموا أبدا الحدود المكسيكية . وهو ما يثبت عدم فعالية الإجراءات الأمنية التي تطبق حاليا بل ساعدت هذه الإجراءات على بث الرعب والخوف وخنقت اقتصاد الحدود بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمكسيك . حيث يذهب العديد من أصحاب المحلات التجارية على الحدود بين البلدين للقول أن الأمور لم تعد إلى حالتها الطبيعية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد أقفلت العديد من المحلات التجارية ابوابها. يقول أنطونيو تابيا مدير كونفدرالية الغرف التجارية بمنطقة مدينة تيخوانا المكسيكية على الحدود المكسيكية - الأمريكية أن السياسة الأمنية التي طبقتها الولاياتالمتحدة على حدودها قد أثرت بشكل كبير على اتفاقية التبادل التجاري الحر بأمريكا الشمالية . وهي الاتفاقية التي نشأت من أجل الرفع من مستوى العلاقات التجارية وزيادة الاستثمارات بين جهتي الحدود في البلدين . نفس الاتفاقية الموجودة حاليا رهينة للسياسة الأمنية الجديدةبالولاياتالمتحدةالأمريكية حسن اليزيدي-المكسيك