في الآونة الأخيرة، ظهرت بعض السلوكيات من طرف الناس وبالأخص من فئة الشباب تسيء إلى سمعته، وبدأت تنتشر بشكل كبير، مما أدت إلى التفرقة والخصومات بل وإلى تكفير الناس. إنها الحكم على الإنسان بسبب شكله ومظهره، ومثال ذلك، بعض الناس لا يردون السلام على من يقوم بحلق لحيته ويعتبرونه فاسق، ومثال آخر حضرته بنفسي أن شخصا أتى إلى فقيه يسأله: " ماذا أفعل بالمنافقين؟ " أمر محزن أن يُسأل مثل هذا السؤال الذي لا فائدة منه، لأننا غير مطالبين بالاطلاع على القلوب للحكم على الناس، بل إننا مطالبون بالنصيحة والدعوة بالتي هي أحسن والاستفادة من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم بكيفية التعامل مع العصاة، وكيف أنه انقد المشركين من شركهم، وكان صلى الله عليه وسلم رحيما بالناس كافة. ويجب أيضا الاستفادة من سير الصحابة والتابعين وغيرهم. وأختم بهذا المثال:" سئل الإمام الغزالي رحمه الله عن حكم تارك الصلاة؟ فأجاب بحكمة: حكمه أن تأخذه معك إلى المسجد !" فالمغزى من هذا المثال: أن الدور الأساسي للمسلم هو الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والنصيحة، وليس الحكم على الناس، لأننا في نهاية المطاف سنحاسب على الجهد الذي نبذله في الدعوة، أما الحكم على الناس فإنه يؤدي إلى تشتت هذه الأمة التي قال سبحانه وتعالى في حقها: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ". فلنكن دعاة لا قضاة.