في ظل أجواء مفعمة بالتوتر والخوف، خاضت قوات الاحتلال الأمريكية غمار قتال غير متكافئ مع قط في مدينة الخالدية قاده قدره للتواجد بسبيل دورية لجيش الاحتلال. وكانت دورية أمريكية راجلة مكونة من اثني عشر جندياً وسيارتين قد اعتراها الرعب لدى سماعها صوتاً قوياً صادراً من برميل قمامة، ما حدا بالدورية إلى الاحتماء بالسيارتين واتخاذ مواضع قتالية خوفا من أن يكون ناشط من أفراد المقاومة قد اتخذه مخبأً لنصب كمين لهم، ومن ثم إطلاق زخات رصاص متوالية على البرميل، ما أدى إلى إسكات الصوت تماماً بعد أن أحالت القوة البرميل مصفاة. غير أن حال البرميل، واستحالة بقاء أي شخص فيه على قيد الحياة لم يجعل الأمن يتسلل إلى نفوس أفراد قوات الدولة العظمى، فعمد رجال القوة إلى توقيف مدني عراقي وإرغامه تحت تهديد السلاح إلى قلب البرميل، حيث أغرق العراقي في الضحك من طرافة المشهد حين اكتشف أن القتيل قط، هذه الضحكات التي دفع ثمنها الرجل يومين قضاهما رهن الاعتقال في أحد السجون العراقية، ليخرج بعدها شاهداً على حالة الذعر التي طوقت أعناق عناصر جيش الاحتلال.