ووري الثرى بعد عصر الثلاثاء 29 شتنبر 2015 في مقبرة سيد المختار بمدينة وجدة، جثمان الفنان المغربي محمد بوشناق أحد أبرز أعضاء فرقة "الإخوان بوشناق" الشهيرة. وفارق الفنان بوشناق الحياة ليلة أول أمس الإثنين في مدينة وجدة، بإحدى مصحات المدينة على إثر تعرضه لأزمة قلبية، عن سن تناهز 50 سنة. وعرف الفقيد الذي نشأ وترعرع وسط أسرة فنية وجدية عريقة، بين أهله وأقرباءه ب "الهدوء" و"التسامح" وصاحب "القلب الكبير". ويقول أحد أقاربه، لا تزعزعه العواصف. يفكر مليا قبل أن يتخذ أي قرار، ويعطي لقيم الحب والخير والفن والجمال مكان الصدارة في حياته. "العمق والاتزان" وسما حياته، طوال مساره الفني، وفق ما يؤكد الكثيرون ممن عاشوا إلى جانب الراحل. وكان الراحل محمد بوشناق أحد أبرز أعمدة الفرقة في رحلتها الطويلة التي نقلت فرقة "الإخوان بوشناق" من المحلية الضيقة نحو العالمية واسعة الأفق، ورافقها في مسيرة نجاحها اللافت منذ أواخر السبعينات وحتى مطلع التسعينات. وحققت الفرقة، التي كان الراحل محمد بوشناق أحد أبرز موسيقييها، نجاحا غير مسبوق قبل ظهور الإرهاصات الأولى لبروز فن الراي بالجهة الشرقية وانتشاره بالمغرب وخارجه، في منتصف الثمانينات، وفق ما أكد الباحث في التراث المحلي يحيى بلخو، في تصريح مماثل. وأضفى الإخوان بوشناق نكهة خاصة على أغنية الراي عبر استلهام التراث الموسيقي المحلي، لا سيما الطبوع الغرناطية، في إبداعاتهم الفنية. ما جعل الفرقة إحدى الظواهر الموسيقية المغربية، إلى جانب مجموعات موسيقية أخرى من قبيل "الإخوان ميكري" بالجهة الشرقية. وساهم الراحل إلى جانب أشقائه في إبداع أغان لا زال يتردد صداها إلى اليوم، ومنها "فرحتنا زينة"، و"مزينها ليلة"، و"هي هي". وعزف، ضمن فرقة الإخوان بوشناق، على آلة القيثارة، كما اشتغل بالتلحين وتسجيل وإنتاج الأغاني في مرحلة لاحقة. ونشأ محمد بوشناق في بيئة موسيقية، إذ كان والده، الراحل بنيونس بوشناق أفندي، أحد رواد الفن الغرناطي بالجهة الشرقية والمغرب. ومنه ورث الحس الفني المرهف والاشتغال على تطويع التراث الموسيقي المحلي في قوالب فنية عصرية.