أظهر تقرير أجراه مرصد الشمال لحقوق الإنسان، حول المهاجرين الأفارقة المقيمين بالغابات المحيطة بمدينة سبتةالمحتلة، وأصدر خلاصاته الأسبوع الماضي، أن 55 بالمائة من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء تقل أعمارهم عن 25 سنة، وأن 75 بالمائة منهم كانت الدوافع الاقتصادية سببا رئيسيا وراء هجرتهم من بلاد الأصل، مقابل 25 % يهاجرون بسبب دوافع أمنية ( الإضطرابات والحروب ). وأوضح التقرير الذي جرى الاشتغال عليه خلال الفترة الممتدة من شهر يناير إلى يونيو من العام الجاري أن 50 بالمائة من المهاجرين ينحدرون من السينيغال، متبوعين بالغنيين بنسبة 22 بالمائة ثم الغامبيين والماليين ب 10 بالمائة، ثم الكودفواريين ب 5% بالمائة والكاميرونيين ب 3%. وحسب نتائج المسح الذي قام به المرصد وشمل عينة من 40 شخصا من جنسيات مختلفة، فإن أزيد من 65 بالمائة من المهاجرين يقيمون بالغابات داخل الكهوف أو تحت الخيام البلاستيكية على شكل مجموعات لا تتجاوز 10 أفراد في الغالب، ويعيشون على المساعدات التي يحصلون عليها من مستعملي الطريق الوطنية الرابطة بين طنجة والفنيدق أو من سكان المناطق المجاورة. وأشارت نتائج التقرير إلى أن المستوى الدراسي للمهاجرين تتفاوت بشكل متقارب إذ أن 40 بالمائة منهم حاصل على مستوى التعليم الثانوي، و 10 بالمائة جامعي و7 بالمائة إعدادي و28 بالمائة ابتدائي، وأن 15 بالمائة فقط بدون أي مستوى دراسي، أما عن وضعيتهم الاجتماعي فبينت أرقام التقرير أن 70 بالمائة من العينة المستجوبة عزاب و 30 بالمائة متزوجون. واستنادا إلى خلاصات التقرير فإن 65 بالمائة من المستجوبين يرغبون في الهجرة إلى أوروبا، فيما عبر 30 بالمائة عن استعدادهم للإقامة بالمغرب بصفة نهائية في حال توفر الشغل وتحسن ظروفهم المعيشية، بينما عبر 5% عن رغبتهم العودة إلى بلدانهم في حال تمكينهم من مساعدات مالية تمكنهم من انجاز أنشطة تجارية في بلدانهم الأصلية. وسجل التقرير تحولا كبيرا لدى المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا في طريقة العبور، بعد غرق 15 مهاجر في فبراير 2014 على يد قوات الحرس الاسباني بباب سبتةالمحتلة وبسبب تكثيف المراقبة الأمنية المغربية الاسبانية حول سياجات المدينة عبر دوريات المراقبة اليومية، إذ رأى 60 بالمائة منهم أن أحسن مسار إلى الجنوب الإسباني يبقى هو عبر "قوارب الموت".